يبدو أن الحرب الأذرية الأرمينية تتجه نحو المزيد من التصعيد والتعقيد , كما أشار إلى ذلك وزير الخارجية الروسي وأيضا الأمريكي , حيث نجد إن كل طرف بدأ يرفع من سقف المطالبات من أجل تحقيق المزيد من المكاسب على الطاولة . إقليم "قره باغ" كان جزء من الأراضي الأذرية وتبلغ مساحته ما يقرب من 20% من مساحة أذربيجان , قامت أرمينيا بإحتلاله عام 1993م , بل وقامت أيضا بإحتلال أجزاء أخرى من الأراضي الأذرية , وكان ذلك بدعم ومباركة من الدول الغربية وروسيا وإيران , وقد صدرت أربعة قرارات من قبل الأمم المتحدة تدعو فيه أرمينيا إلى الإنسحاب من الإقليم . يبدو ان النزاع بين فرنسا وروسيا وبعض الدول الغربية مع تركيا في سوريا والمتوسط وليبيا وإفريقيا بشكل عام , جعلهم يشجعون أرمينيا على إبتلاع المزيد من الأراضي الأذرية (الإستفزاز) بعد أن تم تزويدها بالسلاح والعتاد . أذربيجان بدورها كانت مستعدة لكل الإحتمالات وكانت تجري أكثر من (10) مناورات عسكرية سنويا بالإشتراك مع دول الجوار وبالذات تركيا وجورجيا . إستطاعت أذربيجان وبفضل الأسلحة المتطورة التي تمتلكها وبالذات (الطائرات المسيرة) , أن تغير الواقع العسكري في الميدان , وقد تمكنت خلال أيام قليلة من تحرير 20% من الأراضي المحتلة , وهنا هرعت الدول الغربية وروسيا ومجلس الأمن وطالبوا بإيقاف الحرب دون شروط , ودون الإشارة إلى قرارات الأمم المتحدة التي تدعو أرمينيا إلى الإنسحاب من الإقليم , وهذا بدوره يعني الإعتراف بشرعية الإحتلال الأرميني والإلتفاف على القرارات الدولية . القوات الأرمينية حاليا في حالة إنهيار تام ورئيس وزرائها يدعو إلى التعبئة العامة رجالا ونساء وإما النصر أو الهزيمة ؟! . أعتقد أن الحرب سوف تستمر لفترة أطوال وسوف تتمكن اذربيجان من تحرير عاصمة الإقليم (خانكندي) وبالتالي تحرير معظم الإقليم , وعندها سوف يجنح الجميع نحو السلم . قيام أذربيجان بتحرير الشريط الحدودي من إقليم كارباخ الذي يربط أرمينيا مع إيران والذي يعد شريان الحياة بالنسبة لأرمينيا , وأيضا يعد حلقة الوصل بين أذربيجان والعرقية الأذرية في إيران والتي تشكل 20% من سكان إيران , وهذا ما أغضب إيران وجعلها تهدد بالتدخل تحت عذر تساقط بعض القذائف بين الأطراف المتحاربة داخل الأراضي الإيرانية ؟! . وهنا جاء تصريح الرئيس التركي بأن تركيا سوف تتدخل عسكريا في حال طلبت منها أذربيجان ذلك (تهديد مبطن) . أعتقد أن من ضمن التسويات السياسية التي سوف تطرح على الطاولة عملية تنازل عن الأراضي (تبادل) وهذا ما ألمح إليه رئيس وزراء أرمينا , تقوم بموجبه أرمينيا بالتنازل عن الشريط الأرميني الذي يفصل بين أذربيجان والأقليم التابع لها (ناخجيفان) والمعزول عنها والذي تحيط به أرمينا وإيران من جميع الجهات عدا شريط حدودي لا تتجاوز مساحته (8) كم مع تركيا . والذي تتواجد فيه القوات التركية لحمايته من أي غزو أرميني أو إيراني . مع صعوبة هذا الحل لأنه سوف يعزل أرمينيا عن إيران الحليفة وايضا سوف يغضب إيران أيضا . يبدو أن التاريخ واللغة والعرقية جعلت تركيا تقف مع أذربيجان , في الوقت الذي لم يشفع فيه المذهب المعتقد (الشيعي) لأذربيجان كي تقف إيران إلى جانبها خشية من قيام دولة إذربيجان الكبرى .