عندما أثنى الله- عز وجل- في كتابه الكريم على الكلمة الطيبة وصفها بأنها كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى أكلها كل حين، لكن مع الأسف الشديد لا تجد فحوى هذه الآية المباركة أي صدى في نفوس بعض ممن يتصدرون المشهد على مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما "تويتر".
فبدلا من أن يكونوا دعاة للخير رُسل للسلام أصبحوا سفراء الشيطان دعاة للشر على منصات التواصل يثيرون الفتن ما ظهر منها وما بطل، وقد ذم الله هذه الفئة من الناس بقوله تعالى: لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ".
والأدهى والأمر أن تجد متابعين لمثل هؤلاء بالآلاف يتبعون هواهم ويسلكون طريقهم من دون أن يتوخوا صحة ما ينقلوا عنهم من معلومات، ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أيادي تنقل بدون عقول تعي أو تفهم.
عَميت قلوب وأبصار هؤلاء الشرذمة القليلون لدرجة تخوين والقاء التهم جزافاً على من يعارضهم في الرأي، أو يخالفهم في الحجة البالغة، ظنوا أنهم الوحيدون الذين يملكون بنك العلم والمعرفة في حين تجدهم أجهل الجهلاء، بعدما أصبحت التغريدات هي مرجعهم الأول والأخير في الحصول على المعلومات من دون العودة إلى المراجع أو الكتب أو الأبحاث.
إن الحل الأمثل في التعامل مع أولئك الذين يتصدرون المشهد هو زيادة الوعي، لمستخدمي منصات التواصل، خصوصا أنهم يوجهوا نقد للتصرفات بدون الشخصنة أو النزول للنيل من العائلات بل ذهبوا لما هو أبعد من ذلك وأدنى وأضل سبيلا مثل "السوفلة" وأقصد بها هبوط وبذاءة النقد وصوره.
كما أن الحاجة الآن ملحة من قبل إدارة "تويتر" للتدخل للسيطرة على من يتحكمون بـ"التريندات" التي من خلال بضعة تغريدات يتم الإساءة لأشخاص والتقليل من قدرهم، وبضعة أخري يتم رفع أقواماً نكرة، لذا من الضروري وضع آلية للتحكم بأفة العصر "التريند".
ومن الضروري بل من اللازم أن تضع إدارة "تويتر" عبر استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي حداً لاستخدام "الفوتوشوب"- التي اراها شكل من أشكال التزييف والتدليس- في الإساءة لقامات وهامات بشكل مبتذل من خلال وضع صور للتعري أو الإساءة لشخص ما بوضع رأس حمار في التعليقات، مما يفقد التغريدة رونقها وجاذبيتها، وتبني انطباعاً سيئاً عن كاتب التغريدة.
وفي نهاية المطاف، رغم أنني لم أجد ولن أجد كاتبا او مغردًا رزيناً نهج ذلك النهج الوضيع بل الدخيل على أمة النُبل والعفةً وأمانة الكلمة، أمة الصدق ونطق الحق ولو على أنفسهم او الأقربين وليس من يتسترون خلف شاشة الكمبيوتر والهواتف الذكية لكتابة الأكاذيب ونقل الابتذال والسفور.
ولا يفوتني أن أوجه رسالة قصيرة لمستغلي المنصات العنكوبوتية في بث الفتن والسموم : ان الكلمة أمانة والأمانة شرف ولا يقدر قيمة الشرف سوى الأخيار ، وليعلم كل من زرع الشوك بيده أنه أول من سيصاب به وقد تجبره متغيرات الحياة ونوائب الدهر للإياب معه .
بقلم : عبدالعزيز بن منيف بن رازن.