فازت مؤخرا كل من الصين وروسيا بعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ؟! . الصين ذات السجل الأسود والكارثي في حقوق الإنسان , ولعل الإضطهاد والإبادة وهدم دور العبادة التي تمارسها على الأقلية المسلمة (الإيغور) , والزج بالملايين منهم في السجون , وتحتل المركز الأول عالميا في عدد تنفيذ أحكام الإعدام كما تقول منظمة العفو الدولية . روسيا بوتين حيث يتم تسوية المدن بالأرض في سوريا وتشريد الملايين وقتل وإصابة عشرات الألوف من المدنيين العزل ، ناهيك عن قيام بوتين روسيا بمطاردة المعارضين له في الداخل والخارج والقضاء عليهم . الحقيقة إن هذا يؤكد بأن هذه المنظمات الدولية ما هي إلا (دمى) تحركها القوى الكبرى لخدمة مصالحها , وأن التعامل مع هذه المنظمات الدولية يجب أن يتم بحذر شديد وعدم الركون إليها أو الوثوق بها . فهذه المنظمات الدولية لم تجلب في يوم من الأيام حقا أو ترفع ظلما أو تردع معتديا أو حتى ترد لأحد إعتبار إلا للكبار الذين يتحكمون في المشهد الدولي ؟! . اليوم قرر الإتحاد الأوروبي فرض عقوبات على روسيا على خلفية تسميم المعارض الروسي نافالني وحرب ليبيا , في نفس الوقت الذي نجد فيه منظمة العفو الدولية تقول : أن هجمات قوات النظام وروسيا على إدلب قد ترتقي إلى جرائم حرب , طبعا الهجمات مستمرة منذ سنوات ولكن دول الإتحاد الأوروبي آخر طناش ! . وأيضا نجد فيه أمريكا وبعض الدول الأوروبية تقوم بفرض عقوبات على الصين بسبب قيامها بإضطهاد الأقلية المسلمة (الإيغور) . الحقيقة إن هذه العقوبات التي تفرضها الدول الأوروبية ليست لها علاقة بحقوق الإنسان , وإنما هي نوع من الضغوط السياسية تمارسها هذه الدول من أجل تحقيق مكاسب سياسية أو تجارية أو أهداف بعيدة المدى مثل نشر الفوضى وضرب الإستقرار في الدول المستهدفة أو حتى إسقاطها ونهب ثرواتها (الإبتزاز) , والمنظمات الدولية تمثل رأس الحربة في ذلك حيث تعمل ليلا ونهارا على نشر الأخبار المبالغ فيها أو غير الدقيقة (المضروبة) والتي غالبا ما تملى عليها من قبل مشغليها أعتقد بأن حقوق الحيوان في الغرب مقدمة على حقوق الإنسان في الشرق .