بعض الشباب ييأس من عدم إيجاد فرص عمل مناسبة أو يظن أن المستقبل لن يحقق أماله وطموحاته التي يتمناه، من هنا اقتطفت لكم معشر الشباب من شجرة الرجال قصة رجل عصامي ذاع صيته داخل المملكة وخارجها رغم كونه رجل فقير لا يملك قوته يومه. بالعزيمة والإصرار يصنع الرجال المعجزات وتكتب أسماءهم بحروف من ذهب ، وخير مثال الشيخ "هلال فجحان المطيري"، المولود في عام 1855، في الجرسية القريبة من مهد الذهب بمنطقة المدينة المنورة، ولما بلغ عامه السابعة توفي والده ليجد نفسه أمام تحديات الدنيا بمفرده.
وفى سن الشباب وتحديداً في عامه العشرين رحل إلى دولة الكويت طلباً للرزق ، ليبدأ حياته فقيراً لدرجة أنه كان يجمع النوى أو الصدف ليبيعها إلى أن مَن الله عز وجل عليه ليجد محارة بها لؤلؤة ثمينة لتبدأ قصته مع الغنى.
وبتقسيمة اقتصادية تتعلم منها دول كيفية إدارة الثروات، قسم "المطيري" عائد هذه اللؤلؤة إلى 3 أقسام، منها جزء أدخره ، وبهذه الفلسفة الاقتصادية بدأ حياته حتى أصبح بداية القرن العشرين من أغنى أغنياء الخليج بل بلغت ثروته ميزانية دول الخليج جمعاء مما وصلني من رواية.
امتلك "المطيري" حوالى 28 مركبة تنطلق به إلى الهند وسواحل أفريقيا حتى أصبح أغنى رجل في الخليج ، لدرجة أن دولة الكويت تأثرت اقتصادياً عندما قرر "المطيري" وإبراهيم المضف وشملان بن علي تركها ، ومكثوا في خارجها 13 شهراً حتى أرضاهم الشيخ مبارك- رحمه الله- ليعودوا من جديد .
ورغم هذا الثراء لم ينس الأعمال الخيرية التي لا تحصى في أنحاء الخليج ، إذ بنى مسجداً فعرف باسمه وبنى مقبرة فأطلق عليها مقبرة "هلال" ، حتى أنه اشترى أرضا شاسعة جعلها وقفاً للفقراء، ساهم في بناء وتشيد المدرسة "المباركية" في الكويت، ودعم أسر شهداء الدياحين، في معركة الجهراء، وفي دولة البحرين له سجلات من الأعمال الخيرية لكن الذاكرة لا تقوى على حصرها.
ولما سمع عن تصنيع اليابان للؤلؤ ، باع ما في يده ونصح الناس فمن طاعه فقد نجا ، ورغم كل هذا كان متواضعاُ لدرجة أن الجفة التي كان يجمع بها النوى في حجرته الخاصة إلى أن توفى في عام 1938.
من هنا فالدروس والعبر المستخلصة من هذه القصة، أن السماء لا تمطر ذهباً وإنما بالكد والتعب والإصرار على النجاح ينال المرء ما يريد وعدم تعليق الفشل على شماعة الظروف ، واليأس سريعاً.
ودرس أخر مستفاد من قصة" المطيري" هو أنه بالبحث عن بيئة خصبة للعمل وتذليل الصعاب أمام الشباب كرؤية 2030 او 2035 الكويتية، فإن النجاح –إن شاء الله- سيكون حليف المثابرين.
بقلم :
عبد العزيز بن رازن العتيبي.
aziz_bin_Razn@