عبر القرون ظلت رسالة المعلم سامية عميقة التأثير ، إذ تدرك المجتمعات على تنوع ثقافاتها أهمية دور المعلم وأنه هو الذي يربي العقول والأفهام ، ويروّض المشاعر ويحرك طاقات الأجيال ، ويشحذ هممهم لتحقيق النجاحات وبناء الحضارات.
في السعودية هذا العام تجلّت مظاهر المشاعر المتدفقة بالتقدير للمعلمين والمعلمات بشكل أكبر احتفاء بهم وإيمانا بدورهم وعظم رسالتهم ووفاء لماقدموه
من مواقف وماسطروه من إبداعات
ففي ظل جائحة كورونا وقرار التعلم عن بعد وقف الأمهات والآباء حائرين أمام صعوبة مهمة تعليم أبنائهم وبناتهم فانبرى للمهمة معلمونا ومعلماتنا بهمّة وعزيمة فسيطروا على الموقف وأمسكوا الأعنة وقادوا الجيل لتعلم جاد رغم أنّ التحول كان عميقا وكبيرا من التدريس المباشر إلى التنفيذ التقني وإدارة التعلم عن بعد الذي ربما كان يحتاج عقودا من الزمان لبلورته على أرض الواقع في الظروف العادية.
لقد كان معلمونا في مستوى الحدث وعلى قدر الثقة والمسؤولية فلم يتذرّعوا بالحجج والتبريرات وإنما أقبلوا على عملهم بكل شغف وتفاعلوا مع توجيه قيادتهم وقرار وزارة التعليم بجدية وأقبلوا على تعليم أبنائنا وبناتنا بحرص ومسؤولية
وقدموا فصولا من القصص الملهمة والمدهشة ، فمن معلم يساعد تلاميذه وأسرهم على سفوح الجبال إلى آخرين يبثون دروسهم ويتواصلون مع طلابهم من غرف العناية الطبية وغير ذلك من ألوان العطاء التي تعبق بأجمل الصور وأرقى المعاني.
نهنئ المعلمين والمعلمات في يوم الاحتفاء
بالمعلم ونقدّم لهم أسمى باقات الشكر والتقدير على جهودهم فهم يستحقون منا الإشادة والتكريم ولقد أحسن القائل في الثناء على دور المعلمين بقوله :
ألا مجدوا فضله دائما
ففضل المعلم لايُجْحَدُ
إذا نفَدَ الصبر عند الحكيم
فصبر المعلم لاينفَدُ
يُعِدُ البنين لحرب الحياة
فيقوى على خوضها القُعَّد
معلمينا ومعلماتنا نحن معكم بدعواتنا وتقديرنا لأدواركم واصلوا جهودكم المباركة وعطاءاتكم المتميزة لتسهموا في إعداد أبناء وبنات الوطن ليكونوا مؤهلين للتكيف والتفاعل مع المتغيرات العالمية ومشاركين في تحقيق رؤية بلادنا.
وفقكم الله وأعانكم .
يحيى محمد الحادثي