من صفات العرب أنهم كانوا دائماً يميلون إلى روح المواجهة والإقدام، حينما يكونوا على حق فمن شيم الرجال هي الشجاعة وقول الحق في عقر دار العدو.
غير ما أدهشني ما قرأته على حساب أحد من يصفون أنفسهم بالعباقرة، عندما لامَ الظهور الإعلامي لبعض المحللين السعوديين على إحدى الفضائيات ذات الصيت العالمي حيث يرى أن الانسحاب والتراجع وعدم الظهور الإعلامي ومواجهة الفكر بالفكر سقوطاً في الفخ.
يبدو أن ذلك "العبقري" الذي كاد لا يرى بالعين المجردة على الفضائيات العالمية ويكتفى بالظهور المحلي وكأنما يخاطب نفسه في مرآة غرفته الخاصة، وقد ينتابه شيء من الحقد والحسد والضغينة على الضيوف الوطنيين ذوي خط الدفاع الأول المضادة لتشويهات الإعلام الغربي.
ودعني أخي القارئ - يا من تقيس الأمور بعقلانية لا حدود لها وتميز الخبيث من الطيب – أطرح عليك تساؤلاً منطقياً ألا وهو هل الانعزال هو الحل والانغماس في المحلية وعدم الظهور بالفضائيات الغربية هو الحل ؟.. وإذا كان الأمر كذلك فمن يدافع أمام الأكاذيب التي تلاحق منطقتا ومحيطنا .. إذا كنا لا ندفع عن أنفسنا فمن يدافع عنا؟.
ام أن الحل الانطواء في مداراتنا الإعلامية، ونتحدث إلى أنفسنا بحجة الهروب من السقوط في الفخ، وحينها تكون البطولة زائفة، أم نواجه الرأي بالرأى ، والحجة بالحجة ليحكم في نهاية المطاف الشارع الأوربي والعالمي و تصل أصواتنا لمن أطلقوا الشائعات ليموتوا بغيظهم.
إن وقف هذه السموم التي يبثها ذلك الأعور بزعم النقد سوف يفسح المجال واسعاً لكثير من المحللين في المملكة لكي يظهروا على نطاق واسع في الفضائيات العالمية دون أن ينتابهم أي تردد أو ريبة من تلك الأصوات النشاز التي تطلق عبارات الازدراء جزافاً.
وفى الختام فإن ترك هؤلاء العاجزين يقذفون بكلماتهم يميناً ويساراً الناجحين والنابغين ذو الباع الطويل في المواجهة الشاملة سيكون دون أدنى شك معوقاً وتشتيتاً للأفكار والوعي المجتمعي ، وهنا أذكر مقولة الإمام الشافعي رحمة الله "ما جادلت عالماً إلا وغلبته وما جادلت جاهلاً إلا وغلبنى" ... وإن اجتمع الجهل مع سوء الخلق، فأعلم أن سيئ الخلق يأبي إلا أن تدنو لمستواه ... اللهم اكفنا شر الكبر و سوء الخلق.
أ. عبدالعزيز بن رازن
مركز الاعلام والدراسات العربية الروسية