من يفهم في الإدارة الرياضية يعلم أن إدارة الأندية تعتمد على العمل الجماعي فإذا كان رئيس مجلس إدارة النادي يملك المعرفة الكافية في الرياضة وله خبرات سابقة في الميدان الرياضي من جميع الجوانب الفنية والإدارية وأحسن في اختيار أعضاء مجلس إدارته من من يمتلكون الفكر الرياضي ستكون النتائج إيجابية والعكس صحيح. وليس من الضروري أن يكون الرئيس من رجال الأعمال ومن أصحاب الأموال الكثيرة ، فما هي فائدة المال بدون فكر رياضي. ومن النادر أن يجتمع المال مع الفكر الرياضي، فمن الضروري وجود أعضاء لهم خبرة فنية وإدارية في مجلس الإدارة لتكتمل منظومة العمل، من الواجب على الرئيس وضع أهداف للوصول إليها لتخدم مصالح النادي وليس لمصالحه الشخصية وذلك بالتخطيط السليم ووضع الاستراتيجيات لتيسير أمور إدارة ناديه التي يفتقدها بعض رؤساء أنديتنا الحاليين المحسوبين على المجال الرياضي، وأعتقد أنه لابد أن يتصف الرئيس بالقدرة على اتخاذ القرارت في وقت مناسب لموجهة الموقف والمشاكل سواءً كانت إدارية أو فنية بوجود البدائل وحلها بأسرع وقت.
*دخلت بعض الأندية في غيبوبة تامة فهي الآن تحتضر بسبب التخبطات الإدارية وجهل إداراتها في الأمور الفنية والعمل الإداري فلا بد من حالة إنعاش لهذا الكيانات والأندية الكبيرة والعريقة لتعود لها الروح. التي أصبحت هذه الأندية اليوم بيئة طاردة للرياضيين ولجماهيرها ولأعبيها السابقين من ذوي الخبرات الرياضية التي من الممكن الاستفاده منهم. فمن يتخيل أن مقرات ومنشئات ومرافق هذه الأندية في مراحل وإدارات سابقة بيئة جاذبة تعج بالزوار والمشاركين، وروادها من محبيها. وكانت تتميز بتفعيل المسؤولية المجتمعية من الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية فأصبحت في وقتنا الحالي سكن للطيور والخفافيش الليلية بسبب عزوف مرتاديها.
من الذي أوصل أنديتنا السعودية إلى غرفة الإنعاش؟
من الذي مكّن وسمح لكل من هبّ ودبّ في رئاسة الأندية واختيار أعضاء مجلس إدارته؟.
من المفترض على وزارة الرياضية وضع شروط ومعايير وضوابط لمن يتقدم للترشح لرئاسة النادي. شهادة البكالوريوس لا تكفي ليكون رئيس نادي لأنه يوجد الكثير من لا يملكون الشهادات ولكن يتملكون الخبرة في المجال الرياضي إدارياً وفنياً.
* في رياضتنا تختلف مفاهيم ونسب النجاح فنجد بعض إدارات الأندية راضية ومقتنعة بنجاحها وهذا على حسب طموحها وفكر رئيس مجلس الإدارة وأعضائه وعلى جماهير هذه الأندية أن لا يطلبون منهم فوق طاقتهم وأعلى من فكرهم الرياضي الذي يمتلكونه. لأن طموحكم يفوق طموحهم. وهذا مانشاهده اليوم في بعض الأندية التي كان لها تاريخ رياضي مشرف وإنجازات في جميع الألعاب في زمن كان الرئيس وأعضاء مجلس الإدارة هم أبناء الرياضة.
( إلى أين تتجه هذه الأندية؟)
* كثير من جماهير ومحبي الأندية تنتقد وتطالب بإقالة الإدارة الحالية بسب الخسائر المتكررة وفشلها في إدارة النادي من الجانب الفني والإداري وبسوء اختيار اللاعبين والمدربين ومشرفي وإداري كرة القدم والألعاب الأخرى، صحيح أن التغيير والتجديد مطلوب لكن لابد أن يكون هذا التغيير للأفضل أو يبقى الحال كما هو عليه لتراجع الإدارات الحالية ا
أخطاءها لتحصل على ثقة جماهير أنديتهم.
* ما يحدث الآن في عملية اختيار وانتخاب بعض رؤساء الأندية وأعضاء مجلس الإدارة لايبشر بعمل احترافي فمن المتوقع أن نشاهد في السنوات القادمة بعض الأندية ستدار بفكر إدارة فرق الحواري والأحياء وبعيدة كل البعد عن خطط العمل الإداري الاحترافي.
إدارة الأندية تحتاج للفكر وليس للظهور الإعلام.
إدارة الأندية لاتحتاج إلى أطباء ومهندسين أو رجال أعمال بقدر حاجتها إلى الفكر الإداري الرياضي الذي يستطيع إدارة أمور النادي في جميع الألعاب والمجالات.
ماذا استفادت أنديتنا ورياضتنا من رجال الأعمال أو الشهادات العلمية في غياب الفكر الرياضي؟
لابد مراجعة معايير انتخاب الرئيس والأعضاء
( كل عام ووطني بخير 90 )
بقلم :عبدالله بن مانع.
رئيس أكاديمية الإمبراطور الرياضية لكرة القدم للبراعم والناشئين بالمدينة المنورة.