في ماضي تعـليمنا قـلما يمرُ عام دراسي أو أكثر دونما نقرأ أو نسمع عبارة لم ينجح أحد داخل مدارسنا أو عبر صحفنا المحلية أو من خلال الراديو وهي تُعلن نتائج طلبة الصفوف النهائية لكافة المراحل الدراسية والتي تترقبها جميع الأسر بفارغ الصبر إما نجاحاً فـتـتعالى زغـاريد الأمهات ابتهاجاً بهذه المناسبة أو رسوباً فتتكدر الخواطر وتُتهم مدارس أبنائهم بالتقصير وبحكم معايشتنا لتلك الحقبة فيمكن إيعاز ذلك للأسباب التالية (1) احتواء مُعظم المقررات الدراسية على موضوعات صعبة في ظل عدم توفر وسائل إيضاح كافية لتسهيلها للطلاب (2) صعوبة أسئلة الاختبارات لافتقار بعض المُعلمين لا سيما الجُـدد منهم للأسس والكيفية التي تُبنى عليها ناهيكم عن تطبيقها في أجواء تبعث على الرهبة والخوف والتوتر النفسي (3)عدم مراعاة أكثرية المعلمين للظروف المحيطة بالطلاب صحياً ونفسياً وأسرياً واجتماعياً (4) استخدام معظم المعلمين للطرق التقليدية في تدريسهم من حفظ وتلقين وترديد والتي قد لا تتوافق مع ما يملكه الطلاب من قدرات عقلية متباينة مما يدفع بعضهم لترك مدارسهم إذا ما تعرضوا للشدة والضرب المُبرح هكذا غدا تعليمنا في ماضيه القديم وقد كان مقبولاً لدى الجميع بل وساهم في تخريج جيل على مستوى عالٍ من العلم والأخلاق الكريمة والقدرة على تحمل المسئولية ولكن بعدما تم اخضاعه للتطوير المستمر وتطبيق لوائح وأنظمة تعليمية جديدة لا سيما في الخطة الخمسية الثانية فما فوقها فقد أخذ تعليمنا منحاً آخراً من النمو والتوسع والجودة في المخرجات إيماناً من حكومتنا الرشيدة بمدى أهمية التعليم كمرتكز أساسي لتقدم الأمم والشعوب ولذا لم تتوان أبداً من دعمه مادياً ومعنوياً وبمبالغ طائلة تفوق ميزانية بعض الدول غير أنه مع هذا كله وهو ما يُؤسف له كثيراً لم يصل تعليمنا إلى المستوى الذي تطمح إليه قيادتنا الرشيدة وسط عالم يعج بمتغيرات حياتية وتحديات عصرية فرضتها العولمة بكل ابعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية والتقنية والإعلامية والثورة المعلوماتية ولكي يتجاوز تعليمنا هذا القصور إن صح هذا التعبير فإن أولى خطواته لذلك الحرص الشديد في انتقاء المعلمين ممن تتوافر فيهم الكفاءة العلمية والتدريسية بحيث يتم تعينهم وفق ضوابط وشروط مُحددة وصارمة ( تعليم فنلندا أنموذجاً ) مع تقديرنا للمخلصين منهم وتوفير كل ما يحتاجونه من إمكانات للقيام بمهامهم وأعمالهم على الوجه الأكمل بالإضافة لضرورة الأخذ بالطرق الحديثة التي تنمي في الطلاب التفكير الإبداعي والناقد والخلاق والقدرة على حل المشكلات وتحمل المسؤوليات والتكيف مع متغيرات الحياة ومستجدات العصر بدلاً من استخدام الطرق التقليدية القديمة سوى ما كان منها يتناسب مع بعض المقررات الدراسية كالقرآن الكريم ناهيكم عن الدقة والموضوعية التامة في العملية التقويمية بحيث تقيس بالفعل قدرات الطلاب المعرفية والاستيعابية والتطبيقية والتحليلية والتركيبية والمهارية مع الأخذ في الاعتبار بأن الاهتمام بالشكليات والمظاهر البراقة لا تصنع رجالاً أقوياء البتة كما وأن تكديس الطلاب في حجرات دراسية لا تستوعبهم وخاصة في المباني المدرسية المستأجرة والتي تفتقر أحياناً للتهوية والتكييف والاضاءة الكافية من شأنه يؤثر سلباً على تحصيلهم وتفوقهم الدراسي والذي يزيد من حدته غياب دور كثير من الأسر تجاه أبنائهم الطلاب من الرعاية الكافية والتوجيه السليم والمتابعة المستمرة لتكون النتيجة آخر العام الدراسي مُخرجات تعليمية هشة وهو ما يلحظه كل متابع لأبنائه بل ومن خلال وسائط أخرى لا نعتقد بأنها خافية على العاملين بهذا القطاع فالتعليم اليوم لم يكن كعهد السابق مجرد حشو معلومات في ذاكرة الطلاب وتهيئتهم لدخول اختبارات يغلب عليها عدم الجدية لينتهي بهم المطاف نجاحاً أو رسوباً وإنما يُمثل مُنطلقاً جوهرياُ لدفع الطلاب للتعلّم الذاتي والبحث عن المعلومة وليس حافظا لها وإلى التركيز على الكيف لا الكم وإلى تنمية المواهب وتحفيز الطلاب على الابتكار والاختراع بالإضافة لتخريج جيل قوي ومتمسك بدينه وقيمه الاجتماعية الأصيلة وواعي ومُدرك لما يدور حوله من أحداث ويُقدر المسؤولية ويخدم وطنه في أي مجال وكيفما كانت الأحوال والظروف تجدر الإشارة إلى أن عبارة لم ينجح أحد والتي تُطلق في حالة رسوب جميع الطلاب في الصف الدراسي الواحد أو أكثر قد اختفت من قاموسنا التعليمي وفي نفس الوقت لا غرابة حينما نجد بعضاً من طلاب مدارسنا قد شاركوا في مسابقات وأولمبياد دولية خلال سنوات ماضية نظراً لما حظو به من اهتمام بالغ ورعاية تامه من قبل مدارسهم المتميزة والنموذجية وهو ما نتطلع إليه ليشمل كافة مدارس مملكتنا الحبيبة لتصبح عبارة جميعهم ناجحون بحق وحقيقة مؤكدين في الختام بأنه ليس شرطاً أن يكون كل طالب أخفق في دراسته يُعد فاشلاً فهناك مُخترعون قاموا بإنجازات عظيمة لخدمة الإنسانية في كافة المجالات ولم يدخلوا مدارس أما بالنسبة لكلمة راسب والمستخدمة في التعليم وما يماثله والمشتقة أصلاً من الفعل رسب يرسب رسوباً وترسب الطمي في الوادي أي استقر في أسفله فلا نعتقد مناسبتها لطبيعة الإنسان وتكوينه وإنما مع الجمادات وهو ما بيناه بصحيفة الرياض لعددها 9144 عام 1414هـ فيما تصبح كلمة أخفق هي البديل المناسب وقتما يكون الطالب على هذا النحو والذي يُمكن تجاوزه من خلال اسناد تعليمه لمعلمين أكفاء ( أعطني معلماً اعطيك مدرسةً ) وتعاون محموم من لدن أسرته الحريصة على تعلمه ومساعدته لتحقيق ما يطمح إليه مستقبلاً وبالله التوفيق .
- لبنان ينفي طلب أمريكا وقف النار من جانب واحد
- أمانة القصيم تقيم المعرض التوعوي بالأمن السيبراني لمنسوبيها
- خطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد الحذيفي: املؤوا قلوبكم بمحبة وشوق نبيكم الكريم
- خطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن حميد: نسيان الفضل سبب رئيس للمشكلات والبغضاء والتفكك والشقاق
- المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية يؤكد عدم صحة ما تم تداوله حول ظروف العمل في المملكة
- 1903 جولة رقابية وتوقيف 221 شخصًا خلال شهر أكتوبر 2024 من قبل “نزاهة”
- مريض السكري.. توقيت الوجبات أهم من نوعيتها
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار غزيرة ورياح نشطة على عدة مناطق
- هيئة الهلال الأحمر بالقصيم ترفع جاهزيتها استعداداً للحالة المطرية
- وزير الإعلام يعلن إقامة ملتقى صناع التأثير «ImpaQ» ديسمبر القادم
- 40 % من البلاغات البيئية في أكتوبر لتلوث الضوضاء والهواء
- إطلاق حملة “تأمينك أمانك” لنشر ثقافة التأمين وجعلها أسلوب حياة
- وزير العدل يُقر اللائحة التنفيذية الجديدة لنظام المحاماة
- أمانة منطقة الباحة وتعليم المنطقة يوقعان مذكرة تعاون مشترك
- تنظمها جمعية الأدب بالباحة .. “كيف نعيش الشعر؟” أمسية للشاعر حسن الزهراني
01/09/2020 12:34 م
عبد الفتاح بن أحمد الريس
0
471231
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3402497/