قلما ما أتطرق في مقالاتي للأحداث الرياضية سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، لكن عندما تجد صرح ناجح على أرض المملكة، ليس فقط على المستوى الرياضي وإنما على المستوى الأخلاقي ، ويدار على أساس المبادئ ، حينها يتحرك قلمك ليبرز أهمية هذه المؤسسة الرياضية.
«نادي الهلال» واجهة المملكة يشهد له الكثير بأنه أفضل الأندية الرياضية في المملكة وعلى المستوى العربي والقاري، حيث آخر إنجازاته الرياضية فوزه بكأس دوري أبطال الأندية الآسيوية، تلك البطولة التي يتبارى فيه أعظم الأندية ، كما توج بلقب أفضل ناد في العقد الماضي على المستوى القارة الآسيوية، خلال الاستفتاء الذي أجرى بداية العام.
واكتسح "الزعيم " التصويت بنسبة 87% مقابل 10% فقط لنادي جوانجزهو الصيني، وذلك في الاستفتاء الذي شارك فيه 137 ألفًا و69 مشجعًا، مما دفع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الإشادة به قائلا عن النادي السعودي العريق : «يعتبر نادي الهلال من أبرز أندية قارة آسيا، من خلال نجاحه في الفوز بسبعة ألقاب على المستوى القاري، وقد كان خلال العقد الماضي من أبرز الأندية التي واصلت المنافسة بقوة على لقب دوري أبطال آسيا، قبل أن ينجح في تحقيق مراده العام الماضي».
ولم يكن هذا النجاح للهلال صدفة إذ تقف خلفه إدارة نادي واعية وأعضاء مجلس إدارة يخدمون ناديهم في صمت تام بعيدا عن التوتر والسخب والضجيج، تحت شعار بالأفعال لا بالأقوال يحقق الهدف المنشود عكس أندية رياضية أخرى، تسودها حالة من الشد والجذب بين الإدارة ولاعبي النادي.
هذه المبادئ جعلت لاعبيه عندما يلتقون بالأندية المنافسة تنتابهم حالة من القلق، بينما تكون نفسية لاعبي الهلال في اعلاء المستويات ، ولكن من دون الإخلال بالروح الرياضية التي اعتاد عليها لأعيبي الهلال على مدار تاريخ النادي.
ولا أبالغ عزيز القارئ، فحينما يلعب الهلال تجد هيبة كبيرة في الملعب والمدرجات المحها في في عيون وتعبيرات الوجه لدى لاعبي وجمهور خصمه قبل أن يسدد سهامه في الشباك، مسجلاً لأهدافه التي تلحق الهزيمة بخصمه.
لقد أتقن الهلال ما يعرف في علم النفس ، مفاجأة الخصم بعنصر الرعب ( the horror) بل هي أحد الوسائل المتبعة والمعروفة لدى الأندية الأوربية في إلحاق الهزيمة بالخصم وما لها من تأثير بسكلوجي ( psychological effect ) على نفسية اي فريق منافس.
جانب آخر لزم الإشارة إليه وهو أن قلما تجد لاعب أجنبي يتمسك بفريقه،فمن المعروف أن اللاعب الأجنبي يحركه المقابل المادي، غير أن المعاملة الحسنة والدعم النفسي القوي للاعبين الأجانب كلمة سر الهلال في تمسك لاعبيه الأجانب به.
على سبيل المثال لا الحصر وجه اللاعب البرازيلي كارلوس إدواردو، نجم فريق الهلال، رسالته الوداعية لجماهير "الزعيم" بعد نهاية رحلته مع الفريق، مؤكدا أنه عاش أوقاتا لا ينساها، ويعيش لحظات صعبة لمغادرته أسوار النادي السعودي العريق.
وفي الختام، فلقد أعطى "الهلال" درساً على المستوى الرياضي لآخرين بأن الإدارة والأخلاق هي كلمة السر في تحقيق الإنجازات وليس فقط أداء الملعب، ودرساً آخر كسب احترام الخصوم عندما يحترم الهلال منافسه الخاسر على منصات التتويج وجماهيره الخلوق في عدم الهتاف بالبذاءات والشتائم...فإلى مزيدٍ من الإنجازات يا هلال.
أ : عبدالعزيز بن رازن.
@aziz_bin_Razn