ما الذي يحصل في جمهورية روسيا البيضاء (بيلاروسيا) ؟! , لقد فاز الرئيس "ألكسندر لوكاشينكو" بفترة رئاسية جديدة وفجأة عمت الإحتجاجات في جميع أنحاء البلاد , حيث اتهمت المعارضة الرئيس لوكاشينكو بتزوير الإنتخابات , علما بأنه يتولى الرئاسة منذ عام 1994م . فجأة تحول الرئيس لوكاشينكو في الإعلام الغربي إلى (ديكتاتور) !! . ما يحصل في بيلاروسيا هو إمتداد للثورات الملونة التي يقف وراءها الغرب من إجل الإطاحة بـ "لوكاشينكو" الشيوعي الهوى والروسي الولاء من أجل المجيء بنظام موال للغرب (المعارضة) , نفس الطريقة التي تمت فيها الإطاحة بـرئيس جورجيا السابق شيفرنازدة (الثورة الوردية) , والرئيس الأوكراني يانوكوفيتش (الثورة البرتقالية) . والرئيس القرغيستاني باقايف (الثورة القرمزية) , حيث يتكرر نفس السيناريو المعارضة ترفض نتائج الإنتخابات ثم يلي ذلك المقاومة السلمية والإحتجاجات والمظاهرات (العصيان) ! , وأثناء ذلك يقوم الإعلام الغربي "الموجه" بتضخيم الأحداث حتى سقوط هذه الأنظمة !! . لقد دفعت هذه الشعوب ثمنا باهظا من جراء ذلك وكانت ضحية الصراع بين الشرق والغرب . في جورجيا إحتلت روسيا بوتين كل من إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية , وفي أوكرانيا إحتلت جزيرة القرم ويعتبر شرق أوكرانيا في حكم الساقط (حرب أهلية) . الغرب يعرف جيدا بأن بوتين لن يتردد في مهاجمة بيلاروسيا (حديقته الخلفية) في حال سيطرة المعارضة على الحكم , الإتحاد الأوروبي يقوم بفرض عقوبات على المتورطين في أعمال العنف وتزوير الإنتخابات ؟! , في المقابل حذر الكرملين من أي محاولة للتدخل الأجنبي في بيلاروسيا ، آملا في "تطبيع سريع للوضع" وندد بـ "الضغط" الذي يمارس ضد السلطات هناك . أعتقد أن المصلحة العامة تتطلب من المعارضة البيلاروسية الميل إلى التهدئة واستخلاص الدروس والعبر من جورجيا وأوكرانيا , وأن الغرب لن يهب لنجدتهم في حال قيام بوتين روسيا بمهاجمة بلادهم وضم أجزاء منها إلى روسيا , حيث توجد أقلية روسية في البلاد لا يستهان بها (11%) تقريبا (حقق تقرير المصير) !! . للمعلومية من أسباب غضب الغرب على الرئيس "لوكاشينكو" رفضه فرض الحجر الصحي على شعبه تحت غطاء كورونا , رغم الدعم المالي الذي تعهدت منظمة الصحة العالمية بتقديمه (92) مليون دولار , بل أن البنك الدولي ضاغف المبلغ إلى (940) مليون دولار . إنها (الحكومة الخفية التي تحكم العالم) .