* كشف الانفجار الكبير المدمر- (الحتمي)- الذي هز بيروت من مرفئها يوم الرابع من آب أغسطس الحالي؛ عن كثير من الانفعالات النفسية، التي تختلج في صدور ملايين اللبنانيين والسوريين والعراقيين واليمنيين وغيرهم، وكانت تنتظر دورها المحتوم هي الأخرى لتنفجر.
* ومهما كانت أسباب الانفجار المباشر الذي أودى بحياة المئات وآلاف الجرحى؛ سواء أكانت نتيجة ضربة من إسرائيل؛ أو تصفية حسابات بين الفصائل المتصارعة في لبنان؛ أو تصرف من حزب اللات الخبيث لإخفاء جرائمه قبل أن تتكشف.. مهما كان وكيف كان الأمر؛ فإن هناك جهة واحدة هي المتسبب في كل سبب وكل بلاء، ألا وهي إيران الخمينية، التي جعلت من بيروت ومرفئها؛ قاعدة عملياتية متقدمة لها على البحر الأبيض المتوسط، لتخزين المواد الكيماوية والنووية الأولية لصناعة القنابل والمتفجرات والصواريخ. أسلحة الدمار هذه؛ كانت تنطلق من بيروت بإدارة حزب اللات وحسن نصر اللات، لدعم آلة التدمير الإيرانية في سورية والعراق واليمن، وتهديد أمن المملكة العربية السعودية ومصر، ودول الخليج العربية وشمال أفريقية. الحصار الدُّولي ضيّق على إيران في مياه الخليج العربي وبحر العرب والمحيط الهادي، بل وشل حركة تواصلها مع زبانيتها وحشودها ومليشياتها الإرهابية في العراق وسورية واليمن؛ وظل حسن نصر اللات (خميني العرب)؛ وحده يقرقع ويجعجع من الضاحية الجنوبية، حيث يهيمن حزبه على كافة القوى السياسية في لبنان. البلد الصغير الذي فقد السيطرة ليس فقط على مرفئه البحري التاريخي؛ ولكن على المطار والقرار، وأصبح مصيره بيد إشارة من خامنئي في طهران إلى حسن نصر اللات في الضاحية.
* عندما وقع انفجار مرفأ بيروت؛ وتطايرت أجساد الأبرياء في الفضاء؛ وسالت إثر ذلك الدماء؛ ارتفعت حناجر الناس البسطاء، تطالب بتحقيق شفاف يقتص من السفلة المجرمين. هؤلاء المكلومون في أبنائهم وأمهاتهم وآبائهم وأهليهم؛ علقوا المشانق في الشوارع والزنقات، ونادوا بعروبة وحرية لبنان؛ وبإبعاد إيران ومحاسبة حزب اللات الإرهابي: (لبنان تبقى حرة.. إيران برة برة- حزب الله إرهابي.. نصر الله إرهابي). هذا المنحى العروبي الوطني الذي تأخر كثيرًا؛ لم يظهر عند الطبقة الحاكمة في بيروت، لا السابقة ولا اللاحقة، ما عدا قليل جدًا من الوزراء وأعضاء البرلمان. لم نشهد رئيس جمهورية ولا وزيرًا ولا قياديًا في الأمن والدفاع وغيره؛ يندد بالدور الإيراني التخريبي على التراب اللبناني، عوضًا عن التنديد بنصر اللات وحزبه الشيطاني. من الواضح أن الخوف الذي غرسه حزب اللات في نفوس الكبار قبل الصغار؛ وظلت عناصره الإرهابية حارسة له بكل قوة؛ ما زال ساكنًا حتى اليوم، بدليل أنه اغتال وقتل كل من عارضه، وظل يدير عمليات التخزين والتصنيع والتصدير من مرفأ بيروت؛ طيلة سنوات وسنوات، دون أن يعترض عليه أحد.
* الذين يعتقدون أن انفجار مرفأ بيروت الذي هز وأضعف لبنان الدولة مخطئون. لبنان اهتزت وضعفت وخرجت من الصف العربي منذ أن ظهر في ضاحيتها حزب ينتمي للدولة الفارسية في إيران، ولهذا تولى هذا الفرع الإيراني مع حكم بشار؛ تصفية رفيق الحريري في 14 فبراير 2005م، لأنه أخذ يجسد عروبة لبنان، ويحرر إرادته السيادية. منذ هذا التاريخ؛ أصبحت كافة خيوط اللعبة في لبنان بيد حزب اللات وحسن نصر اللات. والانهيارات الاقتصادية والسياسية التي توالت على لبنان؛ هي نتيجة لما سبق، ومثلها انفجار المرفأ، الذي هز العالم كله؛ ومثلها سجناء الخوف من بطش حزب اللات وآلته الإرهابية، التي لم توفر لا بشرًا ولا حجرًا ولا شجرًا.
* قلت في العنوان: الانفجار العظيم المنتظر. هل أتمنى انفجارًا آخر لبيروت أو لغيرها. أمّا على شاكلة انفجار المخزن الإيراني في مرفأ بيروت؛ فلا والله لا أتمنى هذا ولا أكثر ولا أقل. الانفجار الذي أتمناه.. بل وأنتظره وهو حتمي لا محالة؛ هو انفجار الغضب العربي العادل المنصف. انفجار الكرامة العربية المهانة. انفجار النفوس العربية الحرة المستعبدة. انفجار المظلومين ضد الظلمة. انفجار الخائفين ضد الفجار المتجبرين. انفجار الأحرار ضد التابعين من العبيد المتنفذين والمؤتمرين بأمر الملالي الإرهابيين في طهران. انفجار المسحوقين ضد الفساد بشتى ألوانه. انفجار يعيد المال القطري الفاسد إلى شعب قطر، بدل استلابه من قبل إيران وتركية وحزب اللات والإخوان المفسدين والمنظمات الإرهابية في كل مكان.
* الانفجار العظيم المنتظر الذي أتمناه وأرى أنه قادم لا محالة؛ لن يأتي من بيروت وحدها، ولكنه سوف ينطلق من بيروت، ومن بغداد، ومن دمشق وصنعاء. انفجار عربي صميم هذه المرة، ليس برائحة البارود، ولا الغازات السامة، ولا مواد القتل التي تدفع بها إيران عبر أذنابها إلى المجتمعات العربية. إنه انفجار عظيم جميل، برائحة الدماء العربية الزكية، التي أخذت تغلي وتفور لتثأر لنفسها من التابع والمتبوع. من العبيد العرب، ومن أسيادهم الفرس، الذين مسخوهم وجعلوا منهم قردة وخنازير في عيون أطفالنا في كل شبر من الجغرافية العربية.
* الانفجار القادم الجميل؛ هو شاهين العرب في العواصم العربية، التي تفخر إيران بأنها تحتلها: (بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء). هو الشاهين العربي الأصيل الذي ملّ القسر والأسر، وتاق لحريته، والذي سوف يسحق حلم (جماعة الإخوان المفسدين)؛ في السيطرة على العرب، بخلافة تركية، وإمامة إيرانية. هو الذي أخذ يحلق في سماء العروبة؛ كما ظهر في هذه الصورة الشعرية لشاعر الإمارات الفذ: (سالم أبو جمهور القبيسي) الذي يقول:
تاق للحرية الزرقاء فصفّق
في فضاء رائع الأجواء مطلق
لم يجد في سلطة الأسر حياة
رغم طيب العيش والاسم المنمّق
نفض البرقع عن هامته
طار بالوكر إلى الجو وحلّق
إنه (الشاهين) ليت الناس تدري
أنّ قيد الذّلِّ وهمٌ لا يصدق