ليس من المعقول أن تكون منطقةً سياحيةً تتقاطر جمالًا ودعه ، وتبسط كريم بهائها وتنثر عبق أنسامها فاتنةً كل زائر وضيف ؛ أن تكتفي بهذا الكرم الإنساني والمكاني المتجذر دون أن تمد سخاء يدها نحو آفاقٍ أرحب ، وهذا ماسيحدث .
إبتداءً من يوم غدٍ الأحد سيطلق النادي الأدبي بالباحة فعاليته الافتراضية بعنوان " ملتقى المسرح " وستتنوع بالطبع هذه الفعالية مابين ورش العمل والمحاضرات والتجارب المسرحية ، غير أنه من أبرز مايمكن أن يشار إليه هو " مسرح الكهوف " هذه التجربة المسرحية التي ستجمع الجغرافيا بالتأريخ الإنساني في بوتقة التقنية ، وهنا لفتةً غايةً في الجمال والإبداع والذكاء كذلك ، حيث سيجتمع اقطاب الحياة الواقعية في حضرة الحياة الافتراضية وهذا هو الإبداع بعينه .
قائمة فعاليات الملتقى تنسدلُ بمزيدِ عطاء فكري وفني ففنون وأدوات المسرح حاضرة وأشكال المسرح كذلك على مدى ثلاثة أيام وعبر التطبيق الالكتروني "زووم" .
ولم يكتفي نادي الباحة الأدبي بهذا التكتل المسرحي حيث سيكون ختام الملتقى بالمسك ، فسيُكرَّم ثلة من رواد ورائدات المسرح بالمملكة العربية السعودية كأحمد السباعي وبكر الشدي وراشد الشمراني وملحة عبدالله ومحمد ربيع وغيرهم ممن تنوء الأسطر بحمل أسمائهم لتاريخهم المسرحي الضارب .
شهادتي في نادي الباحة الأدبي مجروحة فأنا جزء منه ، ولكن كلمتي للتأريخ الذي سيحفظها عني ؛ أن نادي الباحة الأدبي منذ تأسيسه عام ١٤١٥هـ حتى اليوم وهو بمثابة أيقونة ثقافية فكرية فنية على صفحة الثقافة السعودية لا والعربية كذلك ، فمنبره وقف عليه جهابذة الشعر والقصة والرواية وكبار المسؤولين وكلٌ منهم ترك له بصمة مثلما ترك النادي في قلبه بصمه ، بيد أن هذا النادي في السنوات الأخيرة وتحديدًا منذ أن تولى الشاعر الأستاذ حسن الزهراني دفة إدارته ؛ وهو يشهد تألقًا يتراآه البعيد ويشهد به القريب ، هذا الرجل أحدث نقلةً في إدارة الثقافة في الباحة عمومًا باستقطابه الأدباء والمثقفين العرب فضلًا عن السعوديين ، ففتح بذلك أبواب ونوافذ النادي للنسائم العربية والخليجية وكذا السعودية لتتجول في ردهات النادي ومنها يحلق النادي في فضاءات أرحب خارج إطار المحلية والاقليمية ، وكذلك عمل على أن يكون النادي من أكثر الأندية الأدبية في الإصدارات الأدبية وقد كان ، وبالطبع لم يكن ليحقق هذا النجاح لولا دعم أمراء منطقة الباحة وآخرهم سمو الامير الدكتور حسام بن سعود - حفظه الله - ورفاقه الذين يحيطون بناديهم دومًا ، فشكرًا للجميع.
لقد استوفيت ما أود قوله هنا عن النادي وعن ملتقاه المسرحي ، وبقي أن أرجو أن نلتقي في رحاب ملتقى المسرح
افتراضيا على مدى ثلاثة أيام قادمة ، فأهلًا بالمسرحيين في باحة الثقافة والموروث الأبي .