من الجيد جداً ابداء روح التضامن مع شعب تعرض لنكبة مثلما حدث في الجمهورية اللبنانية، ولكن ما أثار دهشتي عندما مررت على أحد الموالات الشهيرة بالرياض ووجدت أعلام لبنان على كل جدار.
سبب الدهشة لم يكن كم التضامن فهو شيء ليس مستغرباً على شعب المملكة المحب والمتعاطف مع جميع شعوب العالم، إلا أن هذه المشاعر الطيبة الأولى بها وطننا الغالي، المعطاء والحنون على أبنائه.
فالأولى بلافتات التضامن التي أصبحت تملأ شوارع الرياض على وجه الخصوص ، ومناطق المملكة بشكل عام ، أبطالنا البواسل المرابطين على الحدود للدفاع عن تراب الوطن وأطبائه في الداخل مما ضحوا براحتهم خلال جائحة فيروس كورونا.
ألا تستحق الأعين الساهرة لحفظ الأمن والاستقرار ، وأين تضامن أصحاب هذه اللافتات ممن لحق بهم الضرر من أذرع إيران المستفيد الأكبر من نشر الفوضى في المنطقة، عندما تعمدوا استهداف مطار أبها وكذلك مصفاة النفط (بقيق) وناقلات النفط.
ولا أوجه اللوم فقط على من وضع اللافتات وإنما أيضا شركات الدعاية المحلية التي مولت هذه الإعلانات ، ورأت خطأ أن التضامن مع الخارج أهم من التكاتف والتضامن مع الوطن.
ولا أعتقد أن شركات الدعاية تحتاج لدورات تخصصية لشرح وترسيخ مفهوم الوطنية ولكن قد يكون لهم عذر أقبح من ذنب، لأن الوطنية لا تحتاج لأحد يُيقظها في القلوب ، أو يشعل لهيب حب الوطن، وإنما هي مواقف.
الغريب أنني لم ألحظ أي شركة أو أي جهة لبنانية وضعت على واجهات عمائرها أو مبانيها علم المملكة العربية السعودية تضامنًا معنا بعد هجمات بقيق أو عقب قصف حوثي على جازان أو لاستشهاد الجنود البواسل أثناء حماية الحد الجنوبي.
والسؤال الذي يتبادر في الأذهان الآن هل يجب إعادة النظر في وطنية ملاك الشركات الدعائية المتعاطفة مع لبنان، الناسية لوطنها؟
أ. عبدالعزيز بن رازن CIARS