خلال جائحة كورونا لم تسلم كثير من دول العالم من التأثير الإقتصادي وكثير من الشركات أعلنت إفلاسها وتم تسريح الكثير من الموظفين من وظائفهم بسبب العجز المالي وهذا طبيعي في ظروف كهذه مع توقف شبه تام للحياة الإجتماعية خلال فترة حظر التجول خصوصا والإنفاق العالي على قطاع الصحة لمواجهة هذه الجائحة.
الحمدلله في المملكة العربية السعودية بالرغم من التأثير الإقتصادي الكبير بالتزامن مع هبوط لأسعار النفط كانت هناك قرارات شجاعة دعمت الإقتصاد الوطني وقللت من الأثر الإقتصادي على وطننا الغالي.
في هذه الظروف الإستثنائية يتجلى لنا ويتضح أهمية الرزق والمال ويعتبر شئ أساسي، ولكن كثير من الناس يغفل عن نعمة عظيمة ومهمة لو زالت زال الرزق وهي نعمة الأمن التي تعتبر أهم من نعمة الرزق، ويجب علينا شكرهذه النعمة والدعاء الدائم بدوام الأمن ودليل أهمية الأمن على الرزق دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام في قوله تعالي في سورة البقرة آية 126 (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ
الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ
الْمَصِيرُ).
لقد قدم سيدنا إبراهيم عليه السلام الأمن على الرزق في دعائه وذلك لأهمية الأمن الذي بإنعدامه ينعدم الرزق ولنا في الدول التي تأثرت بالربيع العربي عبرة، والعاقل والفَطِن من إتعظ بغيره.
صارحني أحد تجار الدول التي تأثرت بالربيع العربي المنعدمة أمنياً في وقتنا الحالي، أن الزمن لو يعود به إلى الوراء سينفق نصف ثروته في سبيل الحفاظ على الأمن الذي يتمتع به وطننا الغالي ولله الحمد.
لو أننا فكرنا في سبب أغلب مظاهرات الربيع العربي كانت تطالب بتحسين مستوى المعيشة المادية الذي هو الرزق وكانت النتيجة المؤسفة خسارة الأمن والرزق معاً.
الخلاصة أحمدوا الله على نعمة الأمن فهي والله أهم من الرزق وإن تأثرت دول العالم إقتصاديًا ستعود وتتعافى بسرعة مادام الأمن موجود.