عندما تبنى القرارات على استراتيجيات ذات أبعاد مدروسة وخطط محسوبة فأنها تعني أصول فن القيادة الذي لا اعوجاج فيه.
وبحسب اختصاصيوا الإدارة فإنه عند حسم القرار واكتشاف أنه خاطئاً حينها ستعرف تماماً ما هو القرار الصحيح الذي كان عليك اتخاذه.
فأثناء بداية جائحة كورونا برزت عدة قرارات حكيمة ومدروسة أتخذت من عدة وزارات في المملكة العربية السعودية بتوجيهات عليا ، تنم عن فكر واعي وأبعاد استراتيجية محكمة.
من ضمن تلك القرارات ما أقرته وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والذي كان قراراً صائباً أثلج صدور الكثير من مستفيدي الضمان الاجتماعي من فئة (العجز الجزئي) والذي تضمن تمديد فترات الصرف لمن انتهت مدد تقاريرهم الطبية للحد من التزاحم على مكاتب الضمان الاجتماعي والمستشفيات لاستصدار تقارير طبية جديدة وكان لهذا القرار صدى واسع لامس احتياجات هذه الفئة وساهم في حمايتهم بعد الله من جائحة هذا الفيروس.
ولكن ما أذهب متعت هذا القرار ، هو قرار لاحق كان صادماً بتوقيته ذهب بمتعة سابقه ونسفها أدراج الرياح ، والمتمثل بإيقاف هذه المدد وإسقاط معاشات جميع من تم التمديد لهم وفي توقيت لم يكن مدروساً أو موفقاً بأي حال من الأحوال.
حيث تفاجأ الممدد لهم من هذه الفئة بإيقاف الصرف المفاجئ بداية شهر ذي الحجة والذي توافق مع مناسبتين ثقيلتي التكاليف والمؤنة على الميسرين فما بال المعسرين!!
المناسبة الأولى وهي عيد الأضحى المبارك والذي أشد ما يكون المحتاج فيه للدعم المادي مما كان له الوقع البالغ في نفوس أطفالهم بالتحديد قبل أن يمسهم بحد ذاتهم.
والمناسبة الأخرى هي توافق هذا الإيقاف مع إجازة عيد الأضحى المبارك بحيث أجبرتهم على الانتظار مدة أطول.
من هذا المنطلق تبرز أهمية توقيت القرار والذي يجب أن تراعى فيه عدة جوانب بحيث يكون أثره ووقعه متناسب وحال من يستهدفه سواء بالسلب أو الإيجاب.
فما الضير لو تم تأجيل قرار إسقاط استحقاقات هذه الفئة بعد صرف رواتب شهر ذي الحجة مراعاة لظروف هذه الطبقة والتى تعتمد مصادر دخولهم على مايصرف من مخصصات الضمان الاجتماعي أو على الأقل إتخاذ وسيلة آخر الطب وهو الكي والمتمثل ببث رسائل تنبيهية عبر وسائل التواصل الخاصة بهم في وقت مبكر تفيدهم بإيقاف الصرف ليتدبروا أمورهم من الأضاحي وملابس العيد لأطفالهم وغيرها دون أن يقعوا في هذا الحرج الذي في أدنى حدوده سلب فرحة العيد وبهجته من نفوس أطفال الكثير منهم !!
ماهكذا تورد الأبل ياوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية..
دمتم بود ..
بقلم/ محمد بن جهز العوفي.