ما الذي يحدث في الداخل الإيراني ؟! حيث أنه وخلال بضعة أيام فقط نجد أن العديد من الإنفجارات قد ضربت العديد من المنشآت الحيوية في العمق الإيراني . شملت منشآت صحية وعسكرية . لم يقتصر الأمر على ذلك بل تشهد إيران سلسلة من الحرائق الضخمة والغريبة وفي أكثر من مكان , أخيرا طالت التفجيرات منشأة (نطنز النووية) ذات الإجراءات الأمنية المشددة (هجوم إلكتروني) او عبوة ناسفة (مزدوج) دمر معظم الطبقة العليا للمنشأة مما سيعطل برنامجها النووي لعام . نتج عن هذه الحوادث سقوط العشرات من القتلى والجرحى وخسائر مادية جسيمة . في البداية حاولت إيران أن ترجع السبب في ذلك إلى أخطاء بشرية أو فنية (التعتيم) ؟! , ولكن كثرة هذه الحوادث وفي وقت متقارب جدا جعل من الصعوبة بمكان نسبة ذلك إلى القضاء والقدر !! . لعل التصريح الذي أدلى به رئيس الدفاع المدني الإيراني والذي قال فيه : بأن إيران سوف ترد على أي دولة تنفذ هجمات إلكترونية على مواقعها النووية . يعد أول إعتراف إيراني رسمي بأن ما يحصل في الداخل الإيراني تم بفعل فاعل وتقف وراءه دول وليس أفراد أو جماعات فقط . أعتقد بأن من ما يحدث في إيران له بعد محلي وأيضا دولي . في الداخل حيث تحكم الأقلية الفارسية إيران بالحديد والنار (الأكراد , البلوش , الأذريين , عرب الأهواز) , وتقوم بسرقة ثرواتهم ومواردهم الإقتصادية , وهذه الأقليات التي تشكل أكثر من (50%) من سكان إيران معظمها يعيش تحت خط الفقر , وهناك حركات تمرد مسلحة ضد نظام الملالي . أيضا ما يحصل في إيران له علاقة في الفوضى والحروب والإرهاب الذي تمارسه إيران في المنطقة , من خلال أدواتها (الحشد الشعبى , الحوثيين , حزب الله ، الخلايا النائمة ..) , ومن خلال إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على دول الجوار (الإرهاب) , ومحاولة إغراق دول المنطقة بالعملات المزيفة والمخدرات ومحاولة نشر معتقدها الفاسد , وأيضا خرق القرارات الدولية وتحدي القوى العالمية . إيران ومن خلال عقلية العصر الحجري التي يحكم فيها نظام الملالي , قد تحتاج إلى وقت كي تستوعب إن ما يحصل في الداخل له علاقة بتدخلاتها بدور الجوار (الرسائل) , وكي تعلم بأن سياساتها العدوانية سوف ترتد اليها في الداخل (توازن الرعب) . في علم الدراسات الاستراتيجية تعتبر الجبهة الداخلية هي الدرع الواقي للأوطان ، وهذا ما يعمل عليه الجميع الآن من خلال نقل المعركة الى الداخل الإيراني . ناهيك عن العقوبات الإقتصادية والذي سوف يساهم ذلك كله في تركيع إيران .

بقلم / فوزي محمد الأحمدي