تمرُ حياتُنا بأحداث ومواقف ناتجة عن تصرفات أو كلمات وربما أقدار مكتوبة قد يكون بعضها سلبيًّا غير مرغوب فيه، وبعضها إيجابيًّا مرغوبًا فيه، فتتحول مُجريات حياتنا دون أن نعرف نتائج تلك المواقف أو الأحداث التي بسببها قد يتملَّك الكثيرَ منَّا الإحباط واليأس ، وقد يفكر القليل منَّا في الخروج منها ومحاولة بلورتها والاستفادة منها لتكون درسًا جيدًا لغرس الأفكار الإيجابية ونزع الأفكار السلبية.
وما دفعني إلى كتابة "نقطة تحول" تلك المواقف أو بمعنى أكثر دقة ذلك القدر المكتوب التي عشت بعض نتائجه في وقت تارة أراه قصير وتارة آخرى أراه طويل لكثرة المواقف والأحداث فية ، في السابق ظننت أن قيمة الفرح والسعادة لا تأتي إلا مصادفة أو سهوًا لموقف كان أو سيكون، أو حلم قد يصعب في يوم ما تحقيقه، أو فرحة لا تأتي إلا بعد مرارة من الحزن أو نجاح بعد أن نقع فريسة للفشل واليأس.
لكن الواقع مختلف فنقطة تحول وجدتها عند شخص يحمل في طيات حياته تحولات عديدة وتجارب أشبه ما تكون بقصص وحكايات ألف ليلة وليلة، يحمل شعار التحدي والتفاؤل، يحمل في تعابير حديثه الطموح والإصرار ، يحمل في أفعاله سعادة الآخرين فهو لا يكف ولا يمل عن خلق نقطة تحول جديدة في حياتهم ومشاعرهم وعطائه المتدفق في رسائل الوفاء والتقدير لهم ، هكذا هو من الداخل الذي لايُريد أن يٌظهره لا في مشاعرة ولا طموحاته إلا عند البعض
الأكثر منَّا دخل معركة والكثير منَّا خسر ويخشى الفشل ومرارة الحزن والكسر وهذا هو منهجه لكن كل من حوله يأكد أنه مختلف في نواياه وأخلاقة وأناقة روحة ومظهرة وهدوئه وذكاءه الاجتماعي لسبب بسيط جداً أنه يمكن أن يعطي فرصة لمن يستحق فقط فهي القاعدة الوحيدة في حياتة التي لا تقبل بها القسمة على 2 ، هو من يصارع المرض حتى يقهره ، هو ما يملك النوايا الحسنة ، هو من يُوعد ولا يُخلف ، هو من يكتب أكثر من أن يتحدث ، هو من يترك النفاق خلف ظهره ، هو من أقسم أن التغيير قادم دون تردد ، هو من يمضى قدماً إلى الفرح ، هو من يصفى عقله في مذاق وطعم الأكل ، هو من سيغير ميزان الحياة من آجل مستقبل أجمل
معركة التجارب في حياته تركت الأثر المؤلم في وقت قد يكون عند البعض الأجمل ، ما نعرفه أنه يٌعجب بالتطوير وحبه للتصوير وشغفة السفر هنا وهناك شرقاً وغرباً حتى أن وصل إلى بلاد النيل ويتذوق ويعشق قهوة الطريق وما يؤجله تحقيقه لطموح معين في يوماً ما
كلنا نتفق على ما هو لا يريد أن يوافقنا الرأي فية أنه ملازم للتحول حتى أصبح جزءًا كبيرًا من شخصيته، وهذا ما يعكسه رغم كثرة الأحداث والمواقف التي قد تزرع في حياته بعض الحزن واليأس ، فهو يخرج منها ويسطر درسًا يستفيد منه مستقبلًا، ولا يقتصر على نفسه فقط، بل يمتد ذلك الدرس لكل من حوله، كأنما يبعث قوة هائلة وطاقة مليئة بالإيجابية والسعادة، لترى أن كل من حوله يتحول كتحوله، ويخلق لهم نقطة تحول بعضهم يوثقونها في مدونة حياتهم اليومية، وبعضهم يتجاهلونها وكأن شيئًا لم يكن
يمتلك حب الأصدقاء ويكره لحظات الوداع بهم فهم الحب والعشرة له منذ الصغر جموحه يكتمل بفرحة النجاح وهذا هو هدفه الأول في كل شيء فهو يعلم ونحن نعلم أن نجاحه أكبر انتصار بعد تعب وإصرار
ذلك الشخص هو من وضع حجر الأساس لتغييري إلى الأفضل، هو من أثبت أن التحول يكسر الخوف الذي بداخلي ويصبح شجاعاً وأكثر أماناً.. هو من خلق الأمل بعد القدر ، هو من قال أن التحول هو البرهان الوحيد على تغيرك واكتشاف مشاعرك حتى لو كان الخوف يمتلكك
نعم، فموقف القدر حتى الآن يؤكد يومًا بعد يوم أن هناك أشخاصًا يصنعون لك نقطة تحول مرتبطة بكل ماهو فيك من أمل وطموح وسعادة أو حزن وتعاسة وحسرة ليضيفوا للحياة أما نعمة أو نغمة ، فنقطة التحول تحتاج إلى ترجمة الأقوال إلى أفعال فقط وينفجر بركان النقط ليرسم اللوحة الأجمل في الحياة أو يترك وراءه داء ليس لهو دواء .. هكذا هي نقطة التحول صدقوني.
ودمتم سالمين.
بقلم : محمد البكر