في سابقة من نوعها وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على قرار (مرسوم) , ينص على تفضيل المهارة والموهبة على الشهادة في التوظيف ؟! هذا القرار سوف يشكل نقلة نوعية في التعليم في أمريكا بشكل خاص والعالم بشكل عام . يعني خريج جامعة هارفارد , أوكسفورد , أكاديمية سانت هيرست , طوكيو ... (أكاديميات الصفوة والقادة والعائلات المالكة) لم تعد تجدي نفعا عند التوظيف . نص القرار على هيكلة التوظيف بالقطاع الحكومي القائم على الشهادات العلمية وإستبداله بالتوظيف بالمهارات (الموهبة) وهذا القرار سوف يكون ملزم . يبدو أن العالم سوف يقف صفا واحدا في وجه الشهادات المزورة , والتي تعد من ضمن أكثر أنواع الفساد المتفشي في العالم إلى جانب سرقة المال العام وإستغلال المناصب ... , يقول الشيخ صالح كامل ـ رحمه الله ـ خصخصنا التعليم فأصبحت الشهادات تباع وتشترى ؟! . الإتحاد الأوروبي يحظر الخطوط الباكستانية لستة أشهر أثر إعلان إسلام أباد عن إكتشاف تراخيص (262) من طياريها (مزورة) وتم إيقافهم , وبعد أن أدى ذلك إلى سقوط طائرة باكستانية قبل أيام نتيجة خطأ بشري فادح (عدم الكفاءة) . قس على ذلك الأطباء والمهندسين والمعلمين (كوارث) . عندما تتأمل في العشر الأوائل في الثانوية العامة في الدول المتقدمة وتجد أن الجميع تترواح معدلاتهم التراكمية ما بين (95% ــ 99%) , وفي المقابل تجد في بعض الدول في العالم الثالث وفي الدولة الواحدة قد يحصل مئات الطلاب على الدرجة الكاملة (100%) , عندها تدرك السبب في تخلف هذه الدول وبالتالي إحتلالهم دائما ذيل الأمم في كل المؤشرات الدولية (الصحة , التعليم , النمو , النزاهة .. ) . حيث تجد إن الموظفين الشباب ليس لديهم المهارات الأساسية المطلوبة للوظائف التي تتطلب الكتابة والتواصل الكلامي، والتفكير الانتقادي والقدرة على التحليل المنطقي (التلقين) , حيث أن التعليم للأسف لا يشجع على التفكير والإبداع (الخروج عن النص) . الجيل القادم من الخريجين يجب أن يتسلح بترسانة من المهارات النظرية (تطوير الذات) والعلمية (التقنية) , وهذه المهارات لن يجدها في القطاع التعليمي العام . وبالتالي يجب أن يبحث عنها في مكان آخر ويجتهد في ذلك كثيرا .
بقلم / فوزي محمد الأحمدي