أحيانا نرغب بمُغادرة العالم أجمع ولو حصل ذلك لكنّا سعداء..
ماذا سيحصل لو ذهبنا لمكان بعيد.. بعيداً جداً لا أحد فيه .. نحن و أحلامنا و ما نحب فقط لاشيء آخر .. مكان يعمّه السلام و الهدوء.
ألن يكون جميلا؟
بلى ؛ لكنه خيال لن يحدث و إن اسعدنا .. لذلك علينا أن نتفاوض مع أنفسنا لنتوصل إلى حل.
وعلى طاولة التفاوض جلست مع نفسي سائلا إياها أجوبة لأسئلة غبّرت هِجنها رؤيتي و شوشوت عقلي:
لماذا لا يروقني المكان هنا؟
مالذي أزعجني فيهم.. ماذا فعلوا؟
أو مالذي فعلته لأستحق كل هذا؟
هنا مكاني وهذه مساحتي و أرضي ..
كيف لا أحظى بسلامي!!
لو تعلمون ردها…
إنّي أطلب سلام الجنّة على الدنيا بدلا من التعايش..
نهَضت متبجحةٌ و قالت لي: إنّي أنا النفس ينساق خلف هواي من ليس له عزيمة، أولائك قليلو الصبر ضعيفي الهمّة..
و برأس مُطئطىء .. و خُطى متساحِبة.. و ظهراً أحدب ترى ثقل كتفية من بُعد المغَيب..
عُدت بيدين خالية الوفاض .. ليس لها من حيلة
عدت لأسأل الروح إن كانت تعلم كيف أفعل لأجعل الحياة أسهل ،. و كيف أتعايش كما قالت نفسي؟
و كيف لي أن أواجه تمردها؟
قالت لي بلسان حدٍّ.. إن النفس لا تُرَوّض إلا بالمواجهة..
واجهها بما يحدث و ناقشها بما يحصل.
أن هي رغِبت الهروب من كل مشاكلها في الحياة .. و هو طبعها الدنيء فلا تخضع لطلبها بل واجهها و أشهر سيفك نحوها..
أنت تستحق العيش بسلام تستحق أن تمضي في الحياة بملىء الأمل .. تأخذ حقك و تعطي كلٌ حقّه..
الأرض للجميع و كلٌّ لديه مساوئه و علينا أن نعلم أننا من نختار السعادة و النكد لأنفسنا..
بردَّات أفعالنا للعوامل و المواقف المحيطة بنا.. لا شيء يستحق أن ندفع راحتنا ثمناً لأجله..
فراحتنا و صحتنا و سعادتنا أيضاً تقف بيننا و بين مايحيط بنا وهي المُتضرر الأول و المُنتفع من كل شيء.
و أعني بهذا أنه ليس من حقنا أن نؤذي أنفسنا و أن نتحلى بالتجاهل و أن نعلم أنه ليس بمقدورنا العيش بعيداً عن أحد فالوحدة جمالها ينتهي بمدة قصيرة وتصبح موحشة جداً جداً..
إنطوائنا حول أنفسنا لا يحل شيء و لا ينفعنا بل يُدهورنا..
فلنتوصل إلى حل و هو محاربة رغبة النفس في الخلوّ الدائم بك .. فكثيراً من الدواء مُضر و الإكثار من الإختلاء بالنفس يسوء به الحال .. إختلط بمن حولك و كن ذا عقل راكد يعلم أن أفعالهم تصور مقدار الجهل و الوعي فيهم..
و كما قال عبدالله القاسم : " تصرفات الآخرين من حولك شيء يخصهم ويعبر عن شخصياتهم ..
صحيح قد يكون الجحود مؤلم أحياناً ، لكن لا توقف سعادتك في انتظار أن يتعدل شخص ما ،
أو يعود إليك ..كن سعيداً بما لديك في كل لحظة."
لا يغيضك مايفعلون و إنظر لهم بحال اللا مُبالاة .. إن رأيت فيهم مايسوء و يُحزن أدعُ الله لهم صلاح القلب و الحال .. ثم إمضي بيقين تام أن الأفعال تعود على صاحبها بما حملت نواياه..
والآن هيّا إنهظ و خذ بهذا لنفسك و إجلس أمامها جلسة الحاكم لا المفاوض ..
لترى خضوعها بالولائها لك و الوفاء..
و أخيراً إحمل هذه الرسالة لتُطمئن بها نفسك ..
"طمأنينة : ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ﴾
توكل : ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ﴾
أمان : ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ﴾
رعاية : ﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ} "
..
بقلم : وجدان أحمد
https://twitter.com/j00d__wg