على مدى خمسة أشهر مضت عايشنا أزمة تاريخية ستبقى خالدة في الذاكرة ..نعم ستبقى خالدة في ذكرتنا .. ذاكرة الوباء وذاكرة مواجهة الوباء .
الفايروس المرعب الذي هز العالم أجمع وراح ضحيته أكثر من 460 ألف متوفى على مستوى العالم .
"كورونا الجديد" اجتاح العالم بسرعة البرق .. تجاوز القارات والأقاليم وتغلغل في العواصم والمدن والأرياف لايعترف بنظام الحدود وليس له مدد وقيود ..لاسمع ولابصر يدلف إلى أبوابنا دون استئذان لايرحم صغير ولا كبير إلا من رحم الله وكتب له النجاة واخذ بالأسباب والوقاية بعد التوكل على الله .
فن قيادة الأزمات نهج اختطه مؤسس هذا الكيان الشامخ جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وسار على هذا النهج القويم أبنائه البررة فما أن تحل أزمة إلا وقيادتنا ولله الحمد في مقدمة الدول تتوشح الريادة بحكمة وحنكة وبعد نظر لمواجهة أي كارثة سواء محلية أو عالمية بل ولها دور فعال في مساعدة الدول في تجاوز الأزمات مهما تنوعت صورها وأشكالها وخطورتها .
كل ما اتخذته قيادتنا من إجراءات احترازية لمواجهة جائحة كورونا أصبح محل تقدير المجتمع الدولي وأثبت المواطن السعودي قوة اللحمة الوطنية بين القيادة والشعب في تنفيذ التوجيهات الكريمة التي أقرت لأجل حفظ صحة الإنسان وحمايته وسلامته من خلال منع التجول وتعليق القطاعات الحكومية والمدارس والمساجد والجمع ونقاط البيع في المولات والقطاع الخاص وكذلك تعليق الرحلات البرية والبحرية والجوية والعمرة والزيارة كل ما من شأنه حماية المواطن والمقيم.
لاشك أن إدارة الأزمة بتوفيق الله حققت أهدافها المرجوة وحدّت من سرعة انتشار الفيروس بفضل دعم القيادة للقطاع الصحي وتذليل كل الصعاب أمام سلامة المواطن والمقيم وهذا التوجه الكريم محل الفخر والاعتزاز بعد توفيق الله .
إن كل مواطن يدرك حجم المسؤولية الكبيرة التي يقوم بها أبطال رجال الأمن في الميدان منذ بداية منع التجول وحتى هذا اليوم الذي أقر به رفع منع التجول وعودة الحياة إلى ماكانت عليه ..هؤلاء الأبطال عيون ساهرة على حماية الوطن والمواطن وتعاملوا مع الأزمة بمهنية عالية وتحمّل وصبر أثناء مواجهة أفراد المجتمع في الطرقات العامة ونقاط الفرز والمداخل والأحياء فلهم منا كل الشكر والتقدير على جهودهم المتواصلة والتي أسهمت في الحد من انتشار الفيروس .
أبطالنا في كافة القطاعات الأمنية يداً بيد تحت شعار "كلنا مسؤول" عملوا بصدق وأمانة في تنفيذ التوجيهات الكريمة يعطفون على الصغير ويوقرون الكبير كل مأمن شأنه حماية الجميع .
هذا إلى جانب الدور الكبير للقطاعات المستثناة من تعليق العمل ومنع التجول فهناك أبطال حققوا تطلعات ولاة الأمر بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم ومنهم أبطال الصحة والبلديات والشؤون الإسلامية والإعلام والهلال الأحمر والتجارة والموارد البشرية والبريد السعودي والاتصالات والبنوك والفرق التطوعية جهودهم تذكر فتشكر .. تعاملوا مع الأزمة بمهنية عالية تستحق الشكر والثناء .
ندرك أن عودة الحياة إلى وضعها الطبيعي لاتعني نهاية الجائحة بل جاءت تيسيراً على المجتمع لممارسة حياتهم اليومية وفق إجراءات احترازية بعد أن أدركت القيادة ارتفاع الوعي وثقافة المجتمع وامتثاله للتوجيهات الكريمة وأثبت المواطن السعودي قدرته على التعايش مع المتغيرات والمستجدات وتنفيذ توجيهات القيادة بما يكفل الوحدة الوطنية والمسؤولية الاجتماعية حفاظاً على سلامة المجتمع .
سائلين الله أن يحفظ لهذه البلاد الطاهرة قيادتها ويحمي شعبها من كل سوء ومكروه .
بقلم :بشيرالرشيدي
b-s-basheer@hotmail.com