حينما يتحدث المرء عن نجاحات ومنجزات لمؤسسة تعليمية لها ثقلها النوعي على مستوى العالم الإسلامي ؛ يجد نفسه عاجزا عن التعبير بما يصف فعلًا الجهد الجبّار والمساعي الحثيثة، ويكون أسيرًا لمشاعر الدهشة والإعجاب، ويحتار حتمًا من أيّ أبواب الثناء يدخل؟ وبأيّ أبيات القصيد يعبّر؟ كانت ولا تزال كسحابة معطاءة سقت الأرض فاخضرّت، وكنخلة باسقةٍ تعطي بلا حدود، فليهنأ أبناؤها بها، تلك هي الجامعة التي لا تغيب عنها الشمس، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، بذلت ولا زالت تبذل تحت قيادة رشيدة وولاة أمر همهم الأول أن ينعم كل من يُقيم فوق هذه الأرض الطيّبة بالحياة الهانئة، وذلك بتوفير كل ما يكفل لهم ذلك، فكم سطرت الجامعة من إبداعات وتضحيات لأبنائها طلاب (المنح) المغتربون عن أهلهم والقادمون من مشارق الأرض ومغاربها، ينهلون من معين العلم والمعرفة فكانت لهم اليد الممدودة والملاذ الآمن في ظل هذه الظروف التي تجتاح العالم بأسره، ولم تدّخر جُهدًا لرعاية شؤونهم وأمورهم مع عائلاتهم والوقوف على احتياجاتهم ابتداءً من المسكن والمأكل وانتهاءً بأمور التعليم والدراسة. فلا غرو أن تبوأت مركزا في تصنيف الـ QS للجامعات العالمية.
نسأل الله أن يجزي القائمين على هذه الجهود خيراً، وعلى رأسهم سمو أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز وسمو نائبه الأمير سعود بن خالد الفيصل وسعادة مدير الجامعة المكلف د. عبدالله العتيبي ، وكافة العاملين في هذا الصرح العلمي الشامخ .
الحمدُ للــهِ العظيمِ الشـــّانِ. مَن جادَ بالأفضالِ في إحسانِ
ثمّ الصــلاةُ على النّبي محمّدٍ. خيرِ العبادِ المصطفى العدنانِ
سِرنا بجــامعةٍ تمدّ جذورهــا من أرضِ طيبةِ همّةً وتفاني
شمخت شمـائلها بنهــجٍ ثــابتٍ فمعينُــها من منهلِ القـرآنِ
ميمونةُ الأهــدافِ نحوَ شريعةِ. المولى لغرسِ الدّينِ والإيمانِ
طـلّابها المتنعمّـــون بخيرها قدِموا لهـا من قاصـي البلدانِ
منــحٌ بجــامعةٍ تميّزَ ذكرُها. في الجامعاتِ بجودِها المجّاني
وجهودهــا في النـائباتِ تفرّدت ولنا بـ(كـورونا) مثــالٌ دانِ
في سعيِها المشكورِفي تخطيطها وثباتِ خطوتِها عـلى الإتقــانِ
فتصدّرت شُـمَّ المراتبِ تحتفي بمراكزٍ عُليا ورفعـةِ شـــانِ
والعامـلونَ بهـا كصفٍ واحدٍ بذلوا لأجلِ سلامــةِ الأوطـانِ
أنعَــم بذكـرِ مدـرنا وإدارةٍ بذلـت مســاعيها بلا حُســبانِ
أنعِم بجــامعةِ العطــاءِ وأهلِها والفخرُ فيها شـاعَ في الميدانِ
دامـت برأسِ المـجدِ إسلاميّــةً شمّـــاءةَ التاريخِ والعنـــوانِ.
بقلم أ. د. عادل بن عايض المغذّوي
أستاذ مشارك في قسم التربية