"المعادلة بين تصرفات المستهترين وبين تفشي وباء كورونا، معادلة عكسية متى ارتفع الوعي؛ انخفض معدل تفشي الوباء"
منذ شهرين مضت كتبت مقالة عن الوعي المجتمعي، أن يكون موقفًا بطوليًا أم حلقة ضعف، وكأنه استشراق لما سيحدث اليوم من تفشي الجائحة عما كانت عليه سابقاً، والسبب يعود لاستهتار فئة من أفراد المجتمع، الذين أتاحوا للفيروس مجالاً للانتشار والتفشي، وزيادة الحالات المسجلة، وصعود مؤشر الإصابات وارتفاع معدل الوفيات.
بحسب تقرير وزارة الصحة الذي صرح به المتحدث الرسمي، بأن الأرقام الكبيرة، دليل على أن هناك سلوكيات غير منضبطة في المجتمع ولا بد من الحذر، فبعض التصرفات لم تكن مسؤولة، فيها شيءٌ من الاستهتار والمخاطرة على الأرواح، وارتفاع عدد الحالات المصابة في بعض المدن، مما يدل على عدم التماسك بالسلوكيات الصحية، ولا نريد أن نشاهد المزيد من الحالات، لذلك سلوكياتنا يجب أن نراعيها في المرحلة القادمة بكل دقة.
(انتهى)
قال تعالى: "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"
صدق الله العظيم
بينما نجد في المقابل فئة مستهترة من أفراد المجتمع، الغير مكترثة بخطورة الوضع، كون ما يقومون به من تصرفات غير صحية تُسخر للفيروس أرضاً خصبة للتفشي والانتشار بضراوة، مما أدى إلى زيادة معدل الإصابات بالفيروس وارتفاع مؤشر الحالات المصابة، بسبب عدم تقيدهم بالتباعد الاجتماعي وبالعزل المنزلي ضاربين بالتعليمات عرض الحائط ويجهلون بأن العواقب قد تكون وخيمة .
"فخطورة هذه الفئة تفوق خطورة الوباء نفسه".
تسعى الحكومة الرشيدة بتسخير كل المساعدات وبذل كل المجهودات، والتي لا حصر لها من أجل حماية الأرواح وحفاظاً على حياة الأفراد، وتقديم سبل الراحة والسلامة، ورفع مستوى التأهب لتقديم الرعاية الصحية اللازمة والحفاظ على الأمن وضروريات الإنسان حتى انتهاء الجائحة بالرغم من تباطؤ عجلة الاقتصاد وتذبذب نمط الحياة الطبيعية بشكل أو بآخر .
في الوقت نفسه توجد مجتمعات في دول مختلفة، وصلت إلى معدل الصفر من الحالات المصابة، وخلوها من الفيروس وهذا يعود إلى مدى الوعي لدى أفراد المجتمع بتقيدها وتطبيق التعليمات الصحية.
"يتغير الإنسان إذا زاد وعيه، وكثرت تجاربه، وقل تجرعه للألم"
لو بحثت وتمعنت من خلال الأوبئة السابقة عبر مر الأزمنة، ستجد بأن الرادع للقضاء على الوباء، يكمن في تطبيق التعليمات بالتقيد بالتباعد الاجتماعي والعزل المنزلي والتسلح بالعلم.
لو أردنا تحليل شخصية الفئة المستهترة والغير مبالية، فالأكيد ستجدها شخصية تتصرف بلا تخطيط، وتحقق رغباتها وراء أهوائها، فالمتعة لديها يسبق الحكمة ، وينخفض مستوى التعقل إلى أدنى مستوياته، معتبرين التفاهات ضروريات، والحاجات مجرد تسلية، ويتصفون بعدم الجدية وعدم المبالاة، ويستشهدون بالتبريرات الواهية، كون الضمير في حالة سكون دائم حتى إشعارٍ آخر.
في تغريدة نشرت من استشارية لطب الطوارئ، تصف فيها واقع الحال من أرض الحدث، وتصور لنا خطورة الوضع في الحقيقة، مخاطبةً كل متهاون ومستهتر تقول: إذا لم يهمك كورونا أنا يهمني أن أتمكن من استقبالك في قسم الطوارئ، وأن يتوفر لدينا أجهزة تنفس تكفي الجميع، ويسمح الوضع الراهن بإدخالك للمكان المناسب، لكثرة الحالات الموجودة والمصابة، التي تتلقى العلاج ويتسنى لنا تقديم العلاج اللازم لك، ويتمكن الفريق المختص برعايتك بالصورة المناسبة.
أختم المقالة بـالحذرَ الحذرَ!
إذا ضاقت الوسيعة،
وتفاقم الوضع نحو الأسوأ،
بألَّا تكونَ سببًا في ضراوة الجائحة وخسارة الارواح .