كانت الفترة التي قضيناها في الحجر المنزلي كفيلة بأن نتحول إلى مجتمع أكثر انضباطًا والتزامًا بالتوجيهات والتعليمات والإرشادات الصحية ،،،
إن انضباط المجتمع وإلتزامه بتنفيذ القرارات دليل وعي وثقافة ونحن كمجتمع مسلم أولى بذلك فالدين الاسلامي دين الانضباط ؛ فالصلاة في أوقاتها والانتظام في الصفوف وغيرها من العبادات الأخرى كالصيام والحج كلها محكومة بضوابط وقتية وسلوكية ،،،،
كنا نتسمر أمام شاشات التلفاز بانتظار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة للاستماع للتوجيهات والمعلومات الجديدة يوميًا عن وباء كورونا وأعتقد أن الجميع صغيرنا وكبيرنا تكونت لديه حصيلة ثقافية ووعي وإدراك بخطورة هذا المرض والإجراءات الصحيحة للوقاية منه ،،
خففت الدولة الإجراءات لتنتقل المسئولية للفرد ليتعامل مع الواقع الذي نعيشه فليس من المعقول أن تتعطل المصالح العامة والخاصة لفترة أطول لما لذلك من تأثير على حياة الناس وللأسف كان تهاون البعض في اتباع وسائل السلامة ما نشاهده الآن من ارتفاع في عدد الحالات مما ينذر بكارثة صحية يصبح من الصعب استيعابها !!!
الانضباط التزام ووعي وثقافة مجتمع يفترض ألا نحتاج عند إصدار أية تعليمات إلى وضع إجراء عقابي لمن يتهاون في التنفيذ .
فالانضباط الذاتي سلوك حياة في العبادات والعمل والمنزل كما أن التقيد بالأوامر والتعليمات والأنظمة والقوانين يخفف على الجهات الرسمية الضغوط ويمنح الأفراد صلاحية الرقابة الذاتية وتشعره بأهميته ومسئوليته نحو مجتمعه ،،،
إن الانظباط اليوم مع جائحة كورونا هو استشعار المسئولية الوطنية والاجتماعية واستنفار الطاقات الكامنة لدى كل فرد للانخراط في النسيج المجتمعي لما فيه خير الفرد والجماعة وإنكار الذات لتحقيق الأهداف المرجوّة ويندرج تحت مظلته تقدير ما بذلته الدولة من جهود جبارة ملموسة لا ينكرها إلا جاحد وذلك للحد من انتشار هذا الوباء والحيلولة دون استشرائه . وخلاصة القول : إن عدم الإلتزام هو إهدار لتلك الجهود التي بُذلت وعبث بأمننا الصحي ... وعقبتني عليكم العافية