ومع كلِّ "كبوةٍ" تصيبُ هذا الأهلي ، يسرحُ بيَ الخيال وأتذكّرُ (خالد) ، وما أدراكَ ما خالد .. ذلك العاشقُ الذي نَذرَ حياتَهُ لخدمة هذا الكيان ، فأعطى وأعطى بلا حدود وبطيب نفس من غير مَنٍّ ولا أذى ، فهو يعرفُ قبلَ غيره أنّهُ إنّما كان يبذلُ كلَّ ذلك من أجل عشقهِ الأبدي ، هذا الأهلي الذي أحبّهُ (خالد) وأخلصَ لهُ منذ أن ارتدى شعاره وهو في ريعان الشباب !
بذلَ (خالد) من أجلِ (الأهلي) من مالهِ ووقته مالم يبذلهُ غيرُه طوالَ تاريخِه ، ومع كلّ ذلك ، فضَّلَ أن يبقى بعيداً عن الإضواء ، يرقبُ المشهدَ من بعيد !
ولقد كان بالإمكان أن تأتيَ ثمارُ هذا الجهد في وقتٍ مبكّرٍ جدّاً من عهد "خالد" ، لكنَّ خالداً كانَ يبني (وحدَه) ومن أرادوا "الهَدمَ" كانوا (كُثُراً) !؟
ولو ألفُ "بانٍ" خلفهم "هادمٌ" كَفى **
فكيفَ "بِبانٍ" .. خلفهُ "ألفُ هادمِ" **
( شيروفوبيا ) .!
لستُ أدري ما الذي أصابني يوم أمس وأنا أشاهد تلك الأعداد الكبيرة من المركبات تجوبُ الطّرقات في مدينة "جدّه" ، تحملُ العوائلَ والأطفال من مختلف الأعمار في ما يشبهُ الاحتفال .!
هل تعرفون أحبّتي ذلك الشعّور الذي يصيبُ الإنسان ويجعلُهُ "يخافُ" من "السّعاده" .؟
نعم أحبّتي ، إنّها "الشيروفوبيا" .. لقد أصابتني يوم أمس واصبحتُ أخشى رفعَ الحظر "الكلّي" لأنّني لا زلتُ أرى "كورونا" يترصّدُ لكلِّ مستهترٍ يرى أنَّ الحياةَ لا تكتملُ إلاّ باحتساءِ "كوبٍ من القهوه" أو بالتّسكّع في الأسواق دونما حاجه ، أو بالتّجمع في الإستراحات مع الأصحاب .!
صدّقوني أنّني وبرغم شعوري بشيئٍ من السّعاده لسعادةِ من حولي (برفع الحظر) إلاَّ أنَّ خوفي من (عواقبه) كانَ أكبرَ ولا يزال .!!