!خلك في البيت وعيد في بيتك!
يطل علينا عيد الفطر المبارك . . وتطل علينا الذكريات التي تهطل بغزارة من غيوم ملبدة بالأحزان والأشواق لكل الناس الذين عايشناهم وشاركناهم وشاركونا فرحة العيد.
العيد بالماضي كان عنوانه البساطة فالأعياد تقاليد وعادات وطقوس ، وذكريات تقترن بالأفراح والمسرات والأحزان أحياناً..
للعيد فرحة وأجمل فرحة" لا يشعر بجمالها أكثر شيء إلا (الأطفال)، حيث يمثل لهم العيد اللعب والخروج والعيدية وزيارة الأقارب، وفى مقدمة ذلك شراء الألعاب المختلفة، ونحن كجيل لنا بعض الألعاب الخاصة التى تحتل جزءاً كبيراً من ذكريات الطفولة.
إن الجيل الحالى أصبح له لعبه أيضاً التى يعتز بها، لنرى كيف تغير الآن شكل الألعاب عن زمان، ومقدار ما طرأ عليها من تطور.
العيد في ينبع كانت البساطة بين الناس وزيارتهم لبعضهم البعض جسر يربط ويجمع أبناء ينبع وأسرهم الكل يهنئ ويبارك وتتلاشى الأحقاد والخلافات.
من أهم مظاهر العيد في ينبع كانت تقام احتفالات العيد وسوق العيد بالساحة المقابلة "لمسجدالسانوسي والموقفة" الموجدة الآن في (المنطقه التاريخية حالياً ) كانت العربات التي تجرها الخيول والحمير وكنا نركب في تلك العربات ونحن أطفال وكنا نمرح في كل مكان.
وكان أيضاً من معالم العيد زمان صندوق الدنيا حيث كان ينادي صاحب الصندوق اتفرج ياسلام على عجايب الزمان ونأتي إليه كأطفال لنجلس على دكة من الخشب أمام صندوق به فتحات ننظر منه لنرى صور متتالية تحكي قصة أو صور لمناسك الحج فكان شئ غريب في ذلك الوقت.
كما كنّا نطلع في الباص لنأخذ (دورة) مشوار بسيط وكنا في غاية الفرح والسرور خاصة عندما يقوم السائق في أرجحة الباص.
(المرجيحة) وتسمى بلهجة أهل ينبع ( المدريهة ) وهي من الألعاب المهمة في العيد وكانت لا تحتكر على الأطفال بل كانت هناك مراجيح للكبار وفيها منافسه قويه بينهم.
(العيقلية) وهي من الألعاب القديمة جداً تصنع من الخشب وتشد من المنتصف بقرص خشبي مربوط بحبل ثم يقوم رجل أو أكثر بشده دائرياً وهي مكونة من مجسمات أحصنة وحاويات كانت نجلس فيها ونحن أطفال وكلما أسرعوا بالمشي زادت سرعتها نكون في غاية البسطة والانشراح.
إن من أهم مظاهر الاحتفال يبدأ العيد بصلاة العيد وممارسة شعائره من تكبيرات وبعدها ينطلق بتهنئة الأهل والجيران.
في ينبع من أجمل الأصوات التي تنطلق في سوق العيد "ياليلة العيد أنستينا" وكان من أجمل الأشياء التي كانت تميز العيد في ينبع الاحتفال بالألعاب الشعبية الينبعاوية بجميع أشكالها حيث كنّا ننطلق ونحن أطفال للعب ، وكان ما يميز العيد لدينا كأطفال معايدة الأهل والجيران للحصول على العيدية الفكة من القروش البسيطة وتسمى ( الشبرقة ) عند أهل ينبع وأهل الحجاز تقريباً بصفة عامة.
ما تزال مظاهر العيد واضحة خاصة أن هناك طقوس معينة باتت مفقودة الآن وهناك اختلاف في مظاهر العيد وطعم ونكهة العيد اليوم عن العيد أيام زمان وساحاتها القديمة بحنين وشوق ونحن نقارن بين جيلنا والجيل الحالي الذي يمتلك تطوراً كبيراً في تكنولوجيا الألعاب .
أسأل الله العظيم أن يزيح عنا هذه الغمة وتعود جمعاتنا وأفراحنا ويحمينا من كل شر.
"كل عام وانتم جميعا بخير"
عبدالله الحصيني