يقول إيليا أبو ماضي :
أيّهذا الشّاكي وما بك داء ... كيف تغدو إذا غدوت عليلا؟
بدأت تتوافد علينا الرسائل زُرافات ووحدانا ، تحمل عبارات التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الفطر المبارك من الأهل والأقرباء والمحبين والأصدقاء، وهي أحد أجمل طقوس العيد التي تبعث في النفس البهجة والسرور .
لكن مالفت نظري في تهاني عيد الفطر لهذا العام 1441هـ ، أن البعض مهر بطاقات المعايدة بحبر التشاؤم ، وكساها بثياب الحزن ، ونعت عيدها بكمٍ كبير من الأوصاف القاسية ؛ والتي تُهيّج داخل النفس نواقيس الحزن ، وتفنى بشؤمها أسراب الفرح عن بكرة أبيها ، تتمثل تلك القسوة بوصفه لهذا العيد بعيد الهجر والحظر والتباعد ، وكثيراً من العبارات التي لا أود ذكرها هنا لكي لا تعيشوا هذه التفاصيل المؤذية للمشاعر حقاً .
في مجمل القول ، عندما تأتي هذه الرسائل من عامة الناس فقد ألتمس لهم العذر رغم استبعاد العذر من قاموسي لعموم المتشائمين ، فأنا لا أحب التشاؤم أو من يعيشه، وأشعر بضيق عندما أكون في محيطهم.
ولكن الأدهى والأمر أن تصلك بطاقات تهنئة ، وقد كتبت بأقلام بعض مثقفي المجتمع وممن نعتبرهم قدوات من إعلام وشعراء ، حيث سربلوها بسرابيل الحزن وقيدوها بقيود الهم !
عزيزى المتشائم ، تفاءل الخير فأنت ترفل بلباس العز ، وتتفيأ ظلاله ؛ أدر بوصلة فكرك نحو الأفضل، فأنت تعيش في رغد عيش ، في أمن وأمان في كنف وطن العز والشموخ ، في أحضان مهبط الوحي ، أرض الحرمين الشريفين ، جاراً لسيد المرسلين ، بين أهلك وعشيرتك ، في منزلك وبين محبيك.
فعش الفرح بكامل تفاصيله ولا تجعل التشاؤم يسلب منك دقيقة من دقائقه .
فأنت شامخ أبي ، حر طليق ، تذكر أن غيرك حبيس سرير المرض ، غيرك خلف أسوار السجون، غيرك طريد وطن ، غيرك تحت وابل الرصاص والخطر ، غيرك يعيش كنف الجوع ، يلوذ من ذله بالخوف، سكنه العراء وسقفه السماء.
افتح الشبابيك المقابلة لحدائق التفاؤل بغدٍ أجمل ، وأغلق النوافذ التي تحاصرك بوحي الغصة والنكد .
وكما بدأنا في معية إيليا أبو ماضي ، نختم معه حيث يقول:-
أحكم النّاس في الحياة أناس
عللّوها فأحسنوا التّعليلا
فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه
لا تخف أن يزول حتى يزولا
دمتم بود ..
بقلم/ محمد بن جهز العوفي..