في مساء 22 سبتمبر 1988 ، وقعت حادثة هزت مدينة شيكاغو الأمريكية، تتمثل في اغتصاب امرأة أمريكية بمحطة قطار مزدحمة بالركاب والمسافرين، من دون تدخل أحد، وهو ما أثار دهشة المواطنين عقب نشرها في وسائل الإعلام الأمريكية.
ومع نشر الصحف الأمريكية لهذه الحادثة المفجعة وتحديداً في "نيويورك تايمز" التي نشرته في صدر صفحتها الأولى ، لكن هذا الخبر لم يمر مرور الكرام على المستشرق الأمريكي الكبير "مايكل كوك" وهو من المدرسة التعصبية ، فمن أراء "كوك" هو النظر إلى التاريخ الإسلامي من مصادر خارجه ، لكن ذلك الحدث الجلل أعاد ما قرأه عن التراث الإسلامي، وتحديداً كتاب "إحياء علوم الدين" في القرن الخامس.
فوجد نظاماً إسلامياً إيمانياً لكيفية التعامل مع الأخر يقوم على مساعدة الأخر دون تردد، وهو ما دفع المستشرق الأمريكي " كوك" إلى تأليف كتابه الشهير "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الفكر الإسلامي" ، الغريب ليس في تأليف الكتاب وإنما يعتبر موسوعة إسلامية استند فيه على كتب تفسير وأصول وتاريخ وأدب والمخطوطات الغير مطبوع، بعدة لغات سواء عربية أو أجنبية، وتوصل إلى فكرة عريضة ألا وهي أن الإسلام يعطي المجتمع الحق في مراقبة الوضع المنحرف وتصليحه وإنقاذه من أجل إصلاح الشأن العام ،
وأثبت المستشرق الأمريكي أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تفرد بأن المجتمع مسؤول مسؤولية كاملة عن محاربة الفساد في الارض إنقاذاً للحرث والنسل تحت مظلة النظام الحاكم ، عكس الدول الغربية ، التي يعتمد فيها المواطن اعتماد كلي على الحكومات والوزراء و المسؤولين في إصلاح شؤون المجتمع ، وهذا تأكيداً لنظرة سمو ولي العهد الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله حينما قال " ان المواطن رجل الأمن الأول ، وفى الأخير ما اجمل المجتمع حينما يحترم القيم والمبادئ ويستشعر المسؤولية من تلقى نفسه .
أ. عبدالعزيز بن رازن.