من ظهور الوباء ونحن متابعون للأخبار كبقية أفراد المجتمع ، فهذا الوباء يعتبر مصدر قلق للجميع ؛ نعم متوكلون على الله فهو خير حافظ ولكن هذه الطبيعة البشرية متابعة ما يؤثر على مجريات حياتك وحياة من حولك ولا تتعارض مع التوكل على الله، كذلك عملت على بناء معادلات لمتابعة مستجدات الوضع والتنبؤ بما ستؤول إليه الحال مستقبلاً ولكن من لحظة إعلان رفع الحظر جزئياً انتشرت رسائل بنقل المسؤولية من الدولة الى الأفراد وكذلك مراهنة الدولة على وعي الشعب. ومن هذا المنطلق أشارككم بعض ما توصلت إليه.
اُنْظر إلى "المنحنى الأول " منحنى الحالات الإجمالية تجد أنه بعد اليوم ٤٧ بدأ يأخذ شكل المستقيم أيّ انفراج المنحنى يقرب من زواية التسعين درجة وقبلها كان يميل إلى١٨٠ درجة ومع ثبات جميع العوامل الأخرى المؤثرة على الحالات نجد أننا اقتربنا من قمة المنحى وهذا ما يتضح بشكل أكثر في الرسمة الثانية منحنى الحالات المؤكدة اليومية .
حيث إذا نظرنا إلى المنحنى في الرسمة الثانية نجده إيجابي متزايد بشكل كبير إلى اليوم ٤٨ وبعد ذلك ظل المنحى إيجابي ولكن يميل إلى التناقص من لحظة انتقال المنحنى من الإيجابي المتزايد إلى الإيجابي المتناقص فقد تجاوزنا نقطة الانقلاب وهذا مؤشر جيد وقد دعت الدولة لتخفيض الحظر مع المحافظة على إجراءات السلامة وذلك للتسهيل على الناس والمحافظة على الصحة النفسية والاقتصادية للأفراد (للتوضيح هناك فرق بين نقطة الانقلاب ونقطة القمة) القمة هي أعلى قيمة يتحول المنحنى عندها من الإيجابي إلى السلبي ومن المتوقع أن يصل لها يوم ١٥ رمضان.
وكذلك إذا نظرت إلى الرسمة الثالثة (منحنى الانتشار الحدي) تجد أن القيمة بعد يوم ٤٩ بالغالب أقل من ٣٤ وهذا ما يوضحه شكل المنحنى في هذه المنطقة قريب من المحور السيني وتحت خط معادلة المستقيم ، في حين أن الأسبوع الذي قبل يوم ٤٩ كان أقل قيمة هي ٤٣ وبالمتوسطات الأسبوع الأخير الزيادة ٢٣ ٪ والأسبوع الذي قبله الزيادة ٩٢ ٪ كل هذا الشرح الهدف منه التوضيح أن الحكومة لا تراهن على وعي الشعب وتخاطر بالصحة من اجل معرفة وعي.
يحكمنا نظام إسلامي يقوم على المصلحة العامة وليس الشخصية، لا نغرق السفينة من اجل أفراد، كذلك دولتنا هي الام الحنون لا تتخلى عن مسؤوليتها مهما كبر أبنائها ولا تلقي على عاتق الشعب أمر يصعب عليهم إدارته إذا أساء أحدهم التصرف.
قال النبي صلى الله عليه وسلم (ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راعي وهو مسؤول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم....) والرعاية وحدة متكاملة لا تتجزأ كما ترعى صحته عليك أن ترعى حاجته المادية وحاجاته الروحية وهذا ما أخذته الدولة على عاتقها عندما خففت الحظر جزئياً مع اشتراطات الوقاية لتراعي الجوانب الأخرى وليس همها الاقتصاد فنحن نظام إسلامي يوازن بين مجموعة من الاحتياجات عكس النظام الرأسمالي الذي يركز على الاقتصاد وأهمل الصحة ، أخواني وأخواتي احذروا من نشر رسائل تريدون منها الخير من خلال رفع الوعي وحثهم على تحمل المسؤولية ولكن تسئ لنا ولديننا بشكل غير مباشر.
ختاماً الراعية لها حقوق فالدولة أعطتنا حقوقنا كاملة كرعية في هذا الوباء من حيث تفقدها لشؤون وتلبية الاحتياجات وتوفير الحياة الكريمة لمن تضرر من الوباء وتعمل ولا زالت تعمل على حمايتنا من عدونا المتجسد في فيروس كورونا من خلال الحد من انتشاره والقضاء عليه والمحافظة على الأمن والاستقرار في ظل الوضع الراهن من خلال نشر الطمأنينة واتخاذ الإجراءات اللازمة، إذاً الدولة أعطتنا حقوقنا كاملة كرعية في هذا الوباء مثل ما عهدناها بالسراء والضراء.
ومن هذا المنطلق يتوجب علينا تقديم أهم حقوقها كراعيا وهو السمع والطاعة بالمعروف ما لم تأمر بما يخالف دين الله، فيجب التقيد لتعليماتها وعدم الخروج من المنزل إلاّ في حالة الضرورة القصوى لتتمكن من السيطرة على الوباء. اللهم أعن قيادتنا وأدم الأمن والأمان والصحة والعافية والرخاء، واحفظ اللهم شعبنا وقيادتنا وبلادنا وبلاد المسلمين.
سلمت يا وطني حباً وكرامة.
التعليقات 3
3 pings
غير معروف
28/04/2020 في 10:16 م[3] رابط التعليق
تحليل منطقي وواعي ومتفائل وكلنا فخر للانتماء لهذا الوطن
(0)
(0)
أم معاذ
29/04/2020 في 4:07 ص[3] رابط التعليق
سلمت يمينك أ.لولوة
وكثر الله من أمثالك
(0)
(0)
جواهر
29/04/2020 في 4:15 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل ومتفائل يبشر بالأمل
(0)
(0)