إحدى أقوى القنوات العالمية المستخدمة لصناعة الفكر والموجهة لفئات معينة من الناس لاستهدافهم في تغيير مسار أو إقناعهم بفكرة أو إيجاد سواد شعبي وجمهور لقضية ما استخدام الإعلام المشوق والمحبب وصناعة الفكرة في قالب إيجابي يقدمها بصورة تسرع وتعجل بقناعات الناس والعامة تحديداً .
تتوقف بعض الفكَر عن التنفيذ وتتصلب شرايين بعضها وتواجه أخرى معوقات وصعوبات بسبب قلة المقتنعين والمؤيدين لها ، وربما وجود طبقة أو سواد من المخالفين لها الصارخين ضدها ، وهذه العقبة أكثر ما واجه العديد من الصناعات الفكرية من الصعوبات على اختلاف حجم الفكرة المراد صناعتها والتسويق لها .
لم تنبعث فكرة في مجتمع أو مجتمعات إلا ويرغب أصحابها في التسويق لها وصناعتها بديباجة جميلة وأشكال مزركشة وألوان جاذبة، فكما قيل في فنون التجارة وما يتطلب من التاجر أن يسخر تسعة أعشار موازنته في الدعايات للمنتج الذي سيطرحه للسوق، ورغم اختلاف أساليب التسويق الهرمية من هرم مقلوب إلى هرم معتدل كذلك المسائل الفكرية يعدّ لها معتنقوها الدعايات والتحسينات الشكلية والصور البديعة الجالبة .
لا يتطلب الفكر في بدايته جلب المفكرين وإقناعهم بل العكس البحث عن السذج والبسطاء وأصحاب الفكر الهاديء " إن صح التعبير " لتكثير سوادٍ يصطبغون بنفس الصبغة، فكثرة العدد تعد أغلى دعاية لترويج منتج معين، حينها يتخلى أصحابها عن التفكير في الدعايات فمن يتواجدون في منطقة الجمهور ولو لم يدركوا مواقعهم فهم من سيمارسون دور الدعاية وتلطيف المنظر وتحسين الصورة . فمنتجي أجهزة الاتصالات على سبيل المثال تقل إعلاناتهم عن منتجاتهم فمستخدمي نوع معين من الأجهزة يدافعون باستماته عن أجهزتهم رغم أن الأغلب لم يستفيدوا من الأجهزة إلا الاتصال واستخدام مواقع التواصل وهو ما تقدمه جميع الأجهزة ، وهي ذاتها دور جماهير الفكَر الذين ينضمون لها دون معرفة شيء عن الفكرة ويدعمونها ويدعون لها .
وهذا الروتين يعد أقوى صناعة للفكر، وأسرع انتشاراً وأجلب للجماهير، فيمكن لمشهد في مسلسل أو أطروحة في برنامج فكري ثقافي أو ما شابه يمكنها أن تجمع جماهير حول فكرة معينة لاسيما إذا أبدع المتحدث في عرض ما يريد وتقديمه بطريقة مبدعة .
وهنا تكمن الخطورة ويتوجب العمل المستمر لصناعة الفكر الإيجابي ومواجهة انتشار الأفكار الضالة وعدم ترك المجال لها والتأكيد على معدي البرامج بعدم عرض ما يخالف ديننا ووطننا ، فلحمتنا وانسجامنا وترابطنا ليس بلقمة سائغة يلتهمها من أراد تفرقتنا وتباعدنا .
الأمن والوطن ركيزتان لتقف كل الجهود حماية لها . وعلينا صناعة أفكارنا بالطريقة التي تناسبنا وترتبط بمقدساتنا وعقيدتنا والحفاظ على ممتلكاتنا ووطننا .
وصناعة الفكر تحمل في مضمونها صناعة حماية من الأفكار الضالة الدخيلة وهو الواجب المصاحب لرؤية 2030 لتكتمل الرؤية بجيل ذا سيادة فكرية لا تؤثر فيه المؤثرات الخارجية ولا تجلبه الدعايات المزيفة والألوان البراقة على العقول الفارغة .