يعتبر وباء كورونا المستجد من أشد الأوبئة فتكًا في العصر الحديث؛ نظرًا لما سببه من ذعر وخوف في كل أنحاء العالم، وقد تسبب في إيقاف الحياة بشكل شبه دائم، وتوقفت حركة النقل، والسفر، وأُغلقت المدارس، والمنشآت، والمحال التجارية؛ كل ذلك خلق أزمة اقتصادية، واجتماعية، وصحية؛ نظرًا لما نتج عن هذه الإجراءات من خسائر كبيرة على جميع الأصعدة.
ولا يخفى على أحد دخول هذه الجائحة على أراضي المملكة العربية السعودية، إلا أن إدارتنا الحازمة كانت واقفة لها بالمرصاد؛ وذلك عن طريق ما اتخذته المملكة من إجراءات احترازية، ووقائية من أجل مواجهة هذه الأزمة، حيث كانت المملكة من أوائل الدول التي تنبهت لخطر وباء كورونا، وهو ما أثبت قدرتها على إدارة الأزمات، ومواجهة كافة الصعاب.
ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل قامت المملكة بمد يد العون والمساعدة لكل من يعيش على أرضها، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، وقامت بتوفير العلاج مجانًا، كما قامت بإجراءات عفو مالية لمن انتهت إقامته، ومنحتهم فرصة أخرى للتمديد لمدة ثلاثة أشهر مجانًا.
كما قامت المملكة بتقديم الدعم لمن يعمل بالقطاع الخاص من المواطنين السعوديين بنسبة 60%، إضافة إلى ذلك قامت المملكة بتقديم حسم على قيمة فاتورة الكهرباء لجميع المستهلكين في قطاع التجارة، والصناعة، والزراعة وذلك بنسبة 30% لمدة شهرين، ومن الممكن تمديده إلى إشعار آخر إذا لزم الأمر ذلك.
وقامت المملكة بتوفير جميع الاحتياجات الغذائية والدوائية، واحتياجات المعيشة اليومية لجميع ساكنيها، وكانت من أوائل الدول التي سعت إلى إعادة مواطنيها الراغبين منهم في الرجوع إلى أرض الوطن؛ من أجل الاطمئنان، والشعور بالأمان، ومَن لم يستطع العودة عملت لهم على توفير أفضل أماكن السكن، والمعيشة لهم في أماكنهم؛ من أجل حمايتهم من وباء كورونا إلى أن يعودوا إلى أرض الوطن سالمين.
وعلى صعيد آخر هناك بعض الدول التي كانت تملأ الدنيا صراخًا بأهمية حقوق الإنسان، قامت باتخاذ إجراءات لا تمت لحقوق الإنسان بأي صلة، بل على العكس قامت بتقديم مصالحها الاقتصادية على صحة الإنسان وسلامته، وبسبب هذا الاختيار الخاطئ؛ تكبدت الكثير من الخسائر، بل نجد بعضًا من هذه الدول أعلنت استسلامها نهائيًّا، وعدم قدرتها على السيطرة على فيروس كورونا.
وهناك دول أخرى قامت بإخفاء الحقيقة، وأضلت الناس؛ من أجل مصالحها المادية، وأنشطتها التجارية؛ مما تسبب ذلك في تفشي الوباء بين جميع أبناء الدولة، دون أن يقدموا أي اهتمام، أو أي إجراء من أجل مواجهة ذلك، ولكن حينما افتضح أمرهم أمام العالم، تخبطوا في بحر لُجِّي، ونشروا الرعب والخوف بين شعوبهم؛ بسبب ما ألقوه من كلمات تحمل كل معاني اليأس، وفقدان الأمل، وعجزهم عن سيطرتهم على الأزمة، وسوء تعاملهم معها.
وفي الوقت الذي نجد زعماء الدول العظمى تخاطب شعوبها بكل معاني اليأس، جاء خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبد العزيز» -حفظه الله- صريحًا، وواضحًا، حيث وضح لأبناء شعبه صعوبة المرحلة التي يمر بها العالم، وأننا سوف نتخطاها بقوة إيماننا بالله –عز وجل- وحُسن توكلنا عليه، ثم بعد ذلك بالأخذ بالأسباب، والعمل بها، وأضاف كلماته الأبوية الحانية، وقال: «سنبذل الغالي والنفيس في سبيل المحافظة على صحة الإنسان وسلامته». كما أكد على عمق إيمان شعبه، وقوة صلابته، وعزيمته، وثباته، وقدرته على تحمل المسؤولية، وعلى ثقته القوية بأبناء شعبه، وبما يمتلكونه من وعي ومعرفة، والعمل سويًّا من أجل أن نعبر هذه الأزمة.
ونلاحظ ما جاء في الخطاب الملكي من مبشرات وإيجابيات، حيث استشهد خادم الحرمين الشريفين بقول الله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)}.
هكذا جاءت كلمات قائدنا العظيم تمتلئ بروح التفاؤل والطمأنينة، والأمل والثقة في أبناء شعبه، وخلق فيهم روح اليقين على تخطي هذه الأزمة، والتي سوف تنتهي بإذن الله تعالى! وذلك بالتوكل على الله –سبحانه وتعالى- أولًا، ثم بتكاتف الجميع عن طريق اتباع كافة تعليمات الوقاية اللازمة لحمايتهم.
ولم يقتصر دور المملكة إنسانيًا على بذل كافة جهودها وتقديم مساندتها لكل من يسكن أراضيها فقط، بل مدت يد المساعدة على الصعيد الدولي، ودعت دول العالم إلى عقد قمة استثنائية افتراضية لمجموعة العشرين؛ من أجل مكافحة وباء كورونا المستجد، ومن أجل مواجهة ما يسببه الوباء من خسائر إنسانية واقتصادية، وقدمت يد الرعاية والعون والمساعدة للعديد من المنظمات الدولية، وعلى رأسهم منظمة الصحة العالمية، وقدمت الدعم اللازم للعديد من الدول النامية؛ من أجل مساعدتهم على تجاوز وتخطي هذه الأزمة؛ كل ذلك أثبت للبشرية جمعاء أن عطاء المملكة العربية السعودية مستمرًا وممتدًا للجميع لمن يعيش بداخل أراضيها، ومن يسكن خارجها؛ وهو ما يدل على تقديم الإنسانية عند المملكة على أي شيء آخر، ويدل على عظم مكانتها، وما تمتلكه من رجال قادرين على إدارة الأزمات، وحسن التعامل معها، وحكومة رشيدة كانت أول مَن بدأت باتخاذ كافة القرارات السليمة والحاسمة؛ والتي تعمل على حفظ صحة وسلامة الإنسان أولاً، ثم يأتي بعد الإنسان كل شيء، وأي شيء.
وهنا يمكننا القول: إن المملكة العربية السعودية هي بطلة الأزمة، والمثال الذي يجب أن تتخذه الدول بصفتها نموذجًا لتطبيق الشفافية والوضوح في إدارة الأزمات بكل حزم، وعزم، وعقلانية.
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
غير معروف
19/04/2020 في 11:51 م[3] رابط التعليق
??????كلام سليم
(0)
(0)
..
20/04/2020 في 12:26 ص[3] رابط التعليق
??
(0)
(0)
غير معروف
20/04/2020 في 1:13 ص[3] رابط التعليق
الله يحفظ لنا ولاة أمرنا والله يرفع عنا الوباء
(0)
(0)
الكلثمي
20/04/2020 في 5:02 ص[3] رابط التعليق
ابدعتي! كان من الافضل استبدال كلمة “المحال التجارية” بمصطلح افضل مثل “المراكز التجارية او الأسواق بمختلف أنشطتها التجارية”
(0)
(0)
ام معاذ
20/04/2020 في 5:05 ص[3] رابط التعليق
سلمت الايادي اختي امل.. نفع الله بك
(0)
(0)
غير معروف
20/04/2020 في 7:07 ص[3] رابط التعليق
كلام رائع جدا
(0)
(0)