* تذكر تقارير منشورة؛ أن الخفاش- سيء الذكر- وجبة لجلب الحظ في بلد، ووباء في أكثر من بلد، وأنه قاتل ومصاص دماء في رواية: (دراكولا)، وبطل ومنقذ وملهم في سلسلة: (باتمان)، وأن عمره (64 مليون سنة) على الأرض.
* تشير هذه التقارير كذلك؛ إلى أن الخفاش يحظى بمكانة مرموقة في الصين، ويحمل رمز السعادة ومصدر النعم الخمس: (الثروة، والصحة، والعمر المديد، وحب الفضيلة، والموت الطبيعي)..! وفي كل بيت صيني؛ يوجد أيقونة لخمسة خفافيش متشابكة، تجلب السعادة، والثروة، والصحة، وطول العمر، والفضيلة، والصفاء. ولا يقبل الصينيون التهم الموجهة للخفاش رغم سمعته السيئة وتاريخه في صناعة الأمراض الفتاكة، ذلك أنه مصدر النقم الخمس أيضاً: (سارس، وإيبولا، والسُّعار، ونيباه، ثم كورونا).
* ويبدو أن للخفاش حكايات وروايات مع كثير من الحضارات؛ فهناك أسطورة الرجل الخفاش في الأساطير القديمة لأمريكا الوسطى، عبارة عن مخلوق أسطوري يماثل الرجل الخفاش تماماً ويسمى: (Camazotz). أي خفاش الموت في لغة شعب الكيتشا من المايا في منطقة وسط أمريكا التي تعرف حاليًا بجواتيمالا. وهو مخلوق خطير يسكن كهوف الخفافيش، ثم بدأت عبادة ذلك المخلوق من قِبل هنود الزابوتيك في أواكساكا بالمكسيك، ثم ظهرت تلك الأسطورة لاحقاً في قبيلة الكيتشا، وتم تسجيل ذلك المخلوق كإله الخفافيش في أدبيات المايا.
* عرف العرب الخفافيش مثل غيرهم، لكنهم لم يأكلوها، ولم يألفوها، ولم يعبدوها، وعرف الخفاش في بيئتهم الصحراوية بالوطواط، ومن أدبياتهم في الخفاش؛ أنه حيوان يطير ولا يسير، ومحسوب على الطير، وأنه يلد ولا يبيض، وأنه ينشط في الظلام ويختبئ في النور، ويتغذى على أكل الذباب والبعوض، وأنه عضّاض..! وعضته قد تسبب مرض الكَلَب، كما أنه يأخذ من الإنسان جلده، ومن الطير صورته، ومن اليربوع أظفره، ومن الثعلب أنيابه، ويحمل بذلك دلالات الدهاء والمكر والشخص المنافق، والذي يخدع الناس حتى يحصل على ما يريد، وقد ألغز أحدهم في هذه التوليفة غير المسبوقة شعرًا فقال:
أبى شعراء الناس لا يخبرونني
وقد ذهبوا في الشعر في كل مذهب
بجلدة إنسان، وصورة طائر
وأظفار يربوع، وأنياب ثعلب
* ظهر الخفاش كسبب مباشر لظهور وانتشار وباء (كورونا covid - 19)، فقد انتشرت مقاطع فيديو لصينيين يأكلون الخفافيش حية، وأن عادات الأكل الصيني على هذه الطريقة؛ هي ما تسبب في تفشي المرض. إذًا.. هناك من يرى أن الخفاش الصيني؛ والإنسان الصيني؛ هما سبب ظهور وانتشار كورونا.
* في ظل كافة المعطيات العلمية والتاريخية؛ ترتفع أصوات الباحثين والساسة في العالم؛ إلى تجريم الصين كدولة، كونها تساهلت كثيرًا في التعاطي مع الحالة أول ظهورها في ووهان. وللباحثين والساسة شأنهم مع الصين؛ أما قضيتي؛ فهي مع الخفاش الذي تمنيت لو أنه رجلًا فقتلته..! لذلك أترك أمر محاسبة الصين، لمن هم أقدر وأعلم، وأمارس حقي كإنسان في هذا العالم؛ يدافع عن حياته ووجوده؛ للاقتصاص من الخفاش الذي طغى وتجبر منذ ملايين السنين. الخفاش بكل ألوانه.. أصفر كان؛ أو أربد، أو أشقر، أو أسود. كل الخفافيش.. بكل أشكالها وألوانها؛ مصّاصة للدماء، ومخربة ومدمرة وقاتلة. إن عندي خبرة لا بأس بها في المواجهة مع الخفافيش، وخاصة مع (الخفاش الأسود)، الذي كان يصول ويجول في سنوات فارطة في الساحات العربية سيئة الذكر، حيث مرابع ومراتع (الإخونجية، والصحاينة، والقاعديين، والدواعش)، من أرباب التكفير والتنفير والتحريض على الدولة والمجتمع، فقد نالني منهم مثل ما نال غيري؛ كثير من التفسيق والتشويه والتكريه والتكفير والتحريض، فلم يكن وقتذاك قلم وطني حر؛ في مأمن من الخفاش الأسود، ولا ممن تخفش معه من أرباب الفكر المتطرف، إلى أن أسقط في يده ذات يوم، فظهر وبان في غير ما أمان، واتضح أنه إمام يصلي بالناس، ثم يذهب لداره، فيجلس خلف جهاز الكمبيوتر ليكفر المصلين، أو يحرضهم على دولتهم ومجتمعهم، ومنهم صديقنا الدكتور: (حمزة المزيني)، جاره في السكن، ومن يصلي خلفه..! وزاد الطين بلة؛ حين أعلن أنه ينتمي إلى غير العرب، وأن أجداده الأتراك؛ هم من علّم العرب الذين كانوا يلعقون مخاطهم..! هذه واحدة من ردوده على أحد المتداخلين معه وقتذاك قال: (نعم.. أنا لست من أهل هذه البلاد، ولا ينكر أصله، أو يدندن على مسألة الأصل والفصل، إلا من لا أصل له). ثم يقول: (رواية أن أصلي تركي، تعني.. وبناءً عليه، فإننا في فترة من الفترات؛ توطينا خشمك، وكنا ننفق عليك وعلى أجدادك من حر مالنا، عندما كنتم تلعقون المخاط من شدة الجوع)..؟!!
* إن كل إنسان على وجه البسيطة اليوم؛ تأذى من الخفاش الذي صدّر له الوباء؛ فأمرض وقتل وسجن، وكل إنسان على وجه البسيطة؛ له ثأر على الخفاش اللعين، ويتمنى لو أمسك به، وأخذ حقه منه؛ إلا من تعود على أكله وفتكه فهذا شأنه..! أنا واحد من هؤلاء المتأذين من الخفاش؛ أصفر كان أو أغبر أو أشقر أو أسود. أتمنى أن لو كان هذا الخفاش رجلًا ماثلًا أمامي فأقتله شر قتله..! ورد عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -وقيل علي بن أبي طالب رضي الله عنهما- أنه قال: (لو كان الجوع رجلًا لقتلته). الجوع يذل، ويقهر، ويدفع للقتل والموت، و(كورونا الخفاشي)؛ يمرض، فيذل أكثر، ويقهر أكثر، ويسجن، ويقتل البشر شر قتلة.
* ليت الخفاش رجلًا فأقتله