أزمة عصيبة دخلها العالم بأسره غافلاً متغطرساً وخرج منها مترنحاً من هول الصدمة مزوداً بدروس قيمة وعبرٍ عظيمة لاتخفى على كل ذي لب فهيم وعقل سليم فقد كان العالم قبلها على هيئة ثم أصبح بعدها على هيئة أخرى .. ولن يعود إلى هيئته الأولى إلا بأمر الله سبحانه وتعالى
لقد أفرزت هذه الأزمة دروس عشرة هي:
الدرس الأول :
- أمره سبحانه بين الكاف والنون (كن فيكون ) فمن يتخيل أن المسلم بجوار المسجد يسمع نداء الحق فلايجيب !!
- قدرته سبحانه لاحدود لها وجنده بلاحصر ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ) أن ترى عدوك فقمن أن تخافه وتستعد له أما أن تخاف عدواً لاتراه فذاك والله مكمن الخوف ومصدر الحذر .
الدرس الثاني :
أن بلادنا مملكة الإنسانية جعلت الإنسان أولاً [أمنه ..صحته .. معيشته ..حاجاته] باذلة الغالي والنفيس في سبيل تحقيق ذلك الهدف فكان رهان دولتنا على حماية مواطنيها وتحمل مسؤلياتها دون حسابات لما سينجم عن ذلك من خسائر اقتصادية أومشاكل اجتماعية فاتخذت الإجراءات الاحترازية الشديدة وتحملت التبعات دون وجل أو حسابات أخرى .
الدرس الثالث :
أعداد العمالة الوافدة الموجودة في سوق العمل لدينا أكثر من حاجة العمل وأكبر من قدرته الاستيعابية مما يجعلهم عبئاً كبيراً لايمكن احتماله على المدى البعيد فلابد للجهات المختصة من دراسة سوق العمل دراسة عميقة بهدف تقدير حاجته بشكل دقيق واتخاذ اللازم حيال مالاحاجة له من العمالة الوافدة .
الدرس الرابع :
الجاليات الكبيرة التي استوطنت بلادنا في ظروف معينة لابد من وضع حلول استراتيجية لكيفية معالجة أوضاعهم والعمل لإعادتهم إلى بلدانهم .
الدرس الخامس :
الأحياء العشوائية في كل مرة يثبت مدى ضررها وكلفتها العالية على كافة الصعد (أمنية ،اقتصادية ، ديموغرافية ...) مما يوجب على المخططين إيلاء أمر التخلص من هذه الأحياء أولوية قصوى بالتنسيق أو الإزالة .
الدرس السادس :
انكشاف زيف كذبة : حقوق الإنسان التي يتشدق بها الغرب فعندما اشتد الخطب ظهرت حقيقتهم الوقحة : فحياة الإنسان لديهم يمكن بيعها بأبخس الأثمان إذا تعارضت مع مصلحة أصحاب رؤوس الأموال والمتنفذين في الغرب المتمدين حيث أن ثرواتهم أهم والمحافظة عليها أكثر أهمية من أي قيم أخلاقية أخرى .
فقد أعاد كورونا ترتيب دول العالم ووضع كلٌّ في مكانه الصحيح بالرغم من أباطيل المبطلين وأكاذيب الأفَّاكين .
الدرس السابع :
( ماحك جلدك مثل ظفرك ) مقولة ثبت مصداقيتها وترسخ بعمق صحة مفهومها عندما اشتد الأمر على الدول الصناعية والزراعية منعت تصدير منتجاتها إلى دول العالم (نفسي ، نفسي ) .. مما ولد حقيقة كورونية لابد من أن يعيها العالم ومفادها أنه على كل بلد في هذا العالم أن يكتفي ذاتياً في غذائه ودوائه وكسائه وجميع احتياجاته الاستراتيجية .
الدرس الثامن :
أثبت أبناء شعبنا التزامهم بالتعليمات وقدرتهم على التقيد بالتعليمات ضمن منظومة واحدة #الحجر_الصحي كشاهد مما يمكن البناء على هذا المنتج لتكوين منظومة واحدة ذات قيمة ومصداقية وقدرة على العمل والإنجاز .
الدرس التاسع :
أن العلاقات الدولية بين دول العالم تحكمها مصالح وتجاذبات ومحاور وتقاطعات تتأثر بالمد والجزر قرباً وبعداً من محاور تقاطع المصالح أو تباعدها فلاصداقات دائمة ولكن مصالح مشتركة .
الدرس العاشر :
ايماننا الراسخ بأن حكمة الله بالغة و حكمه نافذ وقدرته لاراد لها فقد أرسل إلى العالم (فيروساً) لايكاد يُرى بالعين المجردة فأعياهم و أذهلهم حتى ثَبُتَ عجزهم وقلة حيلتهم #كورونا فيروس مجهري دقيق أرعب العالم فكيف بالجبابرة من جنده سبحانه كيف لو كان الرسول ريحاً عاصفة أو زلزالاً مدمراً أو مياهً جارفة ناهيك عن جبابرة الخلق من الملائكة أومما لا علم لنا به .. نسأل الله السلامة والعافية.
الحقيقة التي لاجدال فيها أننا لن نعود إلى ما كُنا عليه قبل وباء كورونا فما حدث من تغير أكبر من أن يتم تجاوزه .
إنها دروس وعبر وعظة فهل من مُدّكر اللهم احفظ بلادنا ووفق قيادتنا للخير والرشاد.
———————————————
الكاتب : سَمَّاح سالم الداموك الرشيدي
.. حائل - محافظة الحائط .
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر من المدينة
18/04/2020 في 12:15 ص[3] رابط التعليق
من خير ما كتب في أزمة كورونا
سلمت أناملك ودامت أفكارك الوهاجة
جزاك الله خير
(0)
(1)
ابو عبدالله
18/04/2020 في 12:47 ص[3] رابط التعليق
مقال جدير بالقراءة ودروس تستحق التمعن والعبرة والفخر والاعتزاز ..
قراءة علمية ..سملت أناملك كاتبنا الكبير سماح الرشيدي
(0)
(1)
غير معروف
18/04/2020 في 12:47 ص[3] رابط التعليق
شكراً أضواء الوطن .. أضواء مشرقة وكتاب نفخر بطرحهم ومتابعة جديدهم
(0)
(1)
سعدون أحمد
18/04/2020 في 12:48 ص[3] رابط التعليق
اللهم أذهب عن الوباء ومتعنا بالخشوع في بيوتك الطاهرات
(0)
(1)