البعض لديه متلازمة النقص ترافقه في كل تفاصيل حياته ، يعتبر انه كل ما أمتلك الأشياء ذات القيمة الكبيرة سترفع من قدره !
فيستمر في حالة لهاث ، باحثاً عن امتلاك كل الأشياء الباهظة الثمن ، محملاً نفسه فوق طاقتها ،غائباً عن فكره أن قيمة الإنسان تتمثل بقدر ما يعطي وليس بقدر ما يمتلك؟
التاريخ حفظ أسماء بقيت بعد رحيلهم يتداولها الناس بالمدح والثناء لأنهم جعلوا من أنفسهم مشاعل هدى ونبراس بناء لمجتمعاتهم، فاستحقوا أن يخلدهم التاريخ وتفخر بهم الانسانية.
القليل من يفهم ؟
المهم ماعلينا واللي على رأسه بطحه يتحسسها مثل مايقولون أخوانا المصريين.
نختصر المقالة بقصه قد تكون أبلغ:-
يحكى أن رجلا أراد الزواج من ابنة رجل تقي ،
فوافق الأب ، وبارك الزواج مقابل مهر لابنته عبارة عن كيس من بصل!
مر عام اشتاقت الفتاة لأهلها ، و طلبت من زوجها ، أن يرافقها لزيارتهم ، خاصة أنه قد أصبح لديها طفلا رضيعا.
وافق على رغبتها وكان لزاماً عليه أن يعبرا نهرا يقطع بين بيته وبيت أهلها ، فحمل الرجل طفله ، وتركها وراءه ، تقطع النهر وحدها ، فزلت قدمها وسقطت.
وعندما استنجدت به ، رد عليها :
أنقذي نفسك فما ثمنك إلا كيسا من البصل!
إلا أن الله سبحانه أرسل إليها من أنقذها ، لتعود إلى أهلها تحكي لأبيها ما حصل معها.
عندها قال الأب لزوج ابنته خذ طفلك ولاتعود إلينا إلا و معك كيسا من الذهب.
مرت الأيام والطفل بحاجة لأمه ، و كلما حاول الرجل الزواج بثانية كان الرفض يسبقه لأن زوجته الأولى وأهلها ذوي سمعة طيبة ، و ماحصل من سوء تفاهم سيكون حتماً هو سببه .
فلابد له أن يجمع كيسا من الذهب ليستطيع استرجاع زوجته ، و فعلا مرت سنة اشتغل ليل نهار حتى استطاع أن يملأ الكيس ذهبا.
عندما قدم كيس الذهب لزوجته و أهلها ، وافق الأب أن تعود ابنته إلى بيت زوجها.
في طريق العودة و عندما أرادت أن تضع رجلها في الماء لتعبر النهر قفز سريعا ليحملها على ظهره ،
و يعبر بها قائلا : -
حبيبتي أنت غالية ، و مهرك يقصم الظهر ، فقد دفعت فيك كيس من الذهب!
عندما سمع الأب بذلك ضحك و قال : - عندما عاملناه بأصلنا خان ، و عندما عاملناه بأصله صان!!
هذا شأن البعض ممن لا يقدرون قيمة زوجاتهم لأنهن طائعات صابرات وراضيات بكل قبحهم الذي لا يساوي قيمة كيس من البصل وقس على ذلك الكثير من اللأم الناكرين لكل جميل قدم لهم لأنه وصلهم دون عناء أو مشقه
بقلم/ محمد بن جهز العوفي.
التعليقات 1
1 pings
محمدعلي
13/04/2020 في 4:46 م[3] رابط التعليق
مقال جميل جدا،،، وواقعي في هذا الزمن، شكرا محمد جهز
(0)
(1)