صدرت الترجمة العربية لرواية (فتيان الزنك) للكاتبة والصحفية البيلاروسية "سفيتلانا أليكسييفيتش" , والتي حصلت على جائزة (نوبل للسلام عام 2015) , الرواية تتحدث عن حرب الاتحاد السوفييتي في أفغانستان (1979–1989) ، حيث كانت جثث الجنود الروس تشحن إلى بلادهم في توابيت من الزنك . الحقيقة وأنا أقرأ في هذه الرواية لم أشك لحظة واحدة في أن جائزة نوبل التي حصلت عليها الكاتبة كان للبعد السياسي وليس للبعد الفني دوراً كبيراً في ذلك.
بوتين يتنمر على الغرب ويضم القرم عام 2014 ويخاطب الغرب قائلاً : القرم روسية وأذهبوا إلى الجحيم , وفي أقل من عام تحصل الكاتبة على جائزة نوبل ؟! والغرب يتبع نفس الأسلوب الذي تعامل به مع الإتحاد السوفييتي سابقاً من خلال تأييد أي منشق أو معارض (الإحتواء) , ولا مانع لديهم من إضفاء هالة من البطولة عليهم مع منحهم درزن من الجوائز (القوة الناعمة) ! , الرواية بشكل عام مفككة وغير متماسكة حيث تجد أنها أقرب إلى الكتاب أو الوثيقة منها إلى الرواية (السرد , توثيق الأحداث التاريخية , المقابلات الصحفية ..) , وكما هو معروف فإن ذلك لا يتناسب مع فن الرواية التي من المفترض أن تجنح إلى الخيال في تعاطيها مع الأحداث التاريخية . على كل الرواية تتضمن الكثير من اللقاءات الصحفية مع الجنود والقادة الذين شاركوا في الحرب (الضابط , الجندي , الطيار , الممرضة , الطبيب ..) مع السرد الممل (التفاصيل) ! الحرب وما تحمله من ويلات وكوارث ومآسي على الطريقة الشيوعية , تجده في هذه الرواية وقد جاءت من صلب الواقع لا من وحي الخيال . يتحول فيها الجندي إلى (آلة) للقتل والتدمير . حدود الأخلاق لا تتجاوز الأوامر العسكرية (جندي) , ولمعرفة إتجاهات التفكير لدى الجنود تجد (الوشاية) مطلب أساسي من الجميع وبدون استثناء ! حرب يتم التعامل فيها مع الجنود كالحيوانات الضرب والركل والقتل والجوع والحرمان . يتحول فيها الجيش إلى حفنة من اللصوص يسرقون فيها كل شيء تقع عليه أيديهم , مقابل الخمر , المخدرات , الطعام , العطر , الساعة . تطاردهم في النوم الأحلام المزعجة والكوابيس والأشباح , عندما يعود الجنود إلى بلادهم يجب أن لا يتحدثوا عن الحرب إطلاقاً فالصمت أحياناُ (أبلغ من الكلام) . الذين يتعرضون للإصابات البالغة يتم الإجهاز عليهم حيث أن الخدمات الصحية المقدمة رديئة جداً , القاعدة الأساسية لا يوجد قتلى في صفوف الروس , ومن لقي حتفه في الحرب يكون السبب في ذلك (حادث مؤسف . طعام فاسد . سقط في هوة) , يعود الجنود إلى بلادهم كـ (قنبلة) سرعان ما تنفجر في وجه المجتمع (السكر , الإدمان , القتل, الإنتحار , الأمراض النفسية , إرتجاج في الدماغ , الأوبئة ,, ) يرتكبون جرائم تقشعر لها الأبدان , (لقد أعادوا إلي شخصاً آخر ليس إبني (والدة جندي) , أرى كل يوم كيف ينحدر الإنسان إلى أسفل ونادراً ما يرتقي إلى الأعلى (جندي) ! كانو يصرخون دوماً "ماما ماما " حين يشعرون بالألم (ممرضة) . في موسكو كانت الدعاية السوفييتة تمجد الحرب , الأبطال , الإشتراكية , العدالة , الأممية . هذا الكتاب عفواً الرواية تستحق القراءة فمن خلالها يمكن أن نعيش أجواء الحرب بل ونعرف الأسباب التي أدت إلى هزيمة الروس في أفغانستان , بل والتي أدت أيضاً إلى إنهيار الإتحاد السوفييتي بعد ذلك وفي أقل من سنتين (الجمود , الإنغلاق , الإفلاس) .
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
بقلم : فوزي محمد الأحمدي
قراءة سريعة في رواية “فتيان الزنك”
12/04/2020 12:24 م
بقلم : فوزي محمد الأحمدي
0
171319
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3381327/