بالأمس القريب شاهدت مقطع يظهر فيه طفلاً قد يكون في المرحلة المتوسطة يستمع إلى إحدى الشيلات المليئة بالعنصرية والمديح الكاذب وكان متفاعلاً ومنسجماً إلى درجة كبيرة كل حواسه وجوارحه تترجم ذلك المقطع مليئٌ بالعنصرية المقيته وكما يقال في العُرف العام " هياط " ولكنه دسم كامل .
مما يجعلنا نتساءل لمصلحة من يُنمي ويزرع في أطفالنا التعالي والتعنصر والإستهتار والإعتزاز بالقبيلة بطريقة قبيحة حيث يجعلون لأنفسهم كل القيم والكرامات و النصر والعزة والشجاعة والبذل والعطاء لهم ، ويُفسر أن الآخرين مجرد أعداد في محيطهم لا يقدمون ولا يؤخرون وليس لهم تاريخ بين الأمم ولا كيان ولا وجود .
ما هذه التصرفات الرعناء من البعض دون مراعاة لحقوق المكون البشري في هذه القارة الكبيرة والتي يسعى أصحابها لإثارة النعارات القبلية وشق الصف .
إنني حقيقةً أعشق الإنتماء إلى قبيلتي ولكنني أكره العنصرية ومسح ذوات الآخرين وإذكاء القبيلة على حساب القبائل الأخرى .
ومن خلال هذا المقال نتمنى منع مثل هذه الشيلات أو تسجيلها ومحاسبة الفريق الذي يقف خلف هذا العمل إطفاءٌ للفتنة وقتلاً لها في مهدها .
المديح والثناء لله رب العالمين ثم لمن وحد هذا الكيان العظيم ، بعد أن كانت حياةً من الضياع والجوع ونهب الأموال وقتل بعضنا البعض على عِقال بعير ، فنحن اليوم ننتمي للإسلام أولاً ثم لدولةٍ عظيمة اسمها #المملكة_العربية_السعودية
وكلنا مجتمع واحد لا فضل لأحدٍ على أحد كلنا سواسية كأسنان المشط وعلى مسافة واحدة لا تحتاج منا إلا قيدها بالشكر لله ثم لولاة الأمر والدفاع عنها بكل مانملك من الغالي والنفيس .
قال الحق سبحانه
" إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير "
وقيل قديماً
كُن اِبنَ مَن شِئتَ واِكتَسِب أَدَباً
يُغنيكَ مَحمُودُهُ عَنِ النَسَبِ
فَلَيسَ يُغني الحَسيبُ نِسبَتَهُ
بِلا لِسانٍ لَهُ وَلا أَدَبِ
إِنَّ الفَتى مَن يُقولُ ها أَنا ذا
لَيسَ الفَتى مَن يُقولُ كانَ أَبي .