تعاظمت ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍلعمل التطوعي ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ الأخيرة ﻓـﻲ العالم ويعدُّ العمل التطوعيّ خياراً جيّداً للحصولِ على العديدِ من الخبرات المُهمّة التي تحملُ نتائجَ إيجابيّةٍ للمُتطوّعِ نفسه، والمُؤسّسة التي يعمل لصالحها أيضاً، حيثُ يمكنُ للمُتطوّع أن يكسبَ مهاراتٍ جديدة أو يُحسّن المهارات التي يمتلكها ولذلك يجبُ على مديريّ البرامج التطوعيّة ابتكارُ أساليبٍ جديدةٍ للعمل التطوعيّ، والتي تُساهمُ في تشجيعِ الأفراد المُتطوّعين وحثّهم على الاستمرارِ بالتطوّعِ، وتوفير الموارد اللّازمة لدعمِهم من أجل تحقيق النّتائج المطلوبة بأفضل صورة ويكون ذلك عن طريق تطبيقُ التّخطيط، والتّنظيم، والتّوجيه المُناسبين لنجاحِ العمل التطوعيّ ورفع مستوى الاداء.
من جهة ثانية اكتسح مفهوم الجودة عالم الأعمال وصار لزاماً على المؤسسات اتباع معايير دقيقة للجودة الشاملة، وبُعِثت من أجل ذلك الهيئات والمؤسسات لمراقبة جودة العمل في القطاعين الخاص والحكومي. ولمّا كان العمل التطوعي، على خصوصيّته وطابعه الإنسانيّ، خدمة مسداة لمن يحتاجها صار أدعى أن يُقاس أداء هذه الخدمة وفق معايير الجودة لتلبية حاجيات وتوقعات المنتفع بهذه الأعمال التطوعية. وعليه يحتاج العمل التطوّعي إلى إدارة جودة شاملة لرفع مستوى الأداء وتقليل الوقت لإنجاز المهامّ.
وأمّا العلاقة بين قطبيْ «التطوّع» و«الجودة» فيستدعي إدارة محكمة للعمل التطوّعي تستند إلى معايير الجودة وعلى المتطوّع أن يلتزم بهذه المعايير والأخلاقيات بعد أن يَعْلَمها ويخضع للتدريب اللازم من أجل الاهتداء بها في إدارة الشأن التطوّعيّ.
ولا شك أنه لكي يكون هناك عمل تطوعي مؤسسي يجب أن يشمل على جودة الأداء ومنها التأكد والتدارك والإبداع وكذلك التشاور والتطبيق الواقعي والاتباع والتوجيه والتقييم والتخطيط وفي النهاية واتخاذ القرارات .
كل هذه الطرق قد تضمن لك تحسين أداء وجودة الأعمال التطوعية لأنها مرتبطة مع بعضها البعض.
وحتى تتحقق الجودة في العمل التطوعي يجب أن نطور ونحسن مراحل بناء هذا العمل على معايير علمية وضبط الجودة وضمانها ويتم التميز والإبداع فيها.
وإذا نظرنا إلى مفهوم الجودة من الجانب الديني فقد أخبرنا عنه رسولنا الكريم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) فهذا الحديث شامل لمفاهيم الجودة التي طرحها جميع علماء الجودة في العالم،
وفي العمل التطوعي لابد من توافر الإخلاص في العمل ليقابله بعد ذلك القبول من الله تعالى.