(التّعاون والهلال) كانت كلُّ البوادرِ تشيرُ إلى أنّنا سنكون على موعدٍ مع نزالٍ من العيار الثقيل .! ذهبَ الهلالُ إلى القصيم وهو يعرفُ أنَّ خصمهُ هذهِ المرَّه يعرفُ عنه كُلَّ شيئ ، ليسَ ذلك فحسب ، بل أنّه كانَ المتسبب الأول في خروجه من الموسمِ الماضي خالي الوفاض على مستوى المسابقات المحليّه .!
في لقاءاتِ الهلالِ والتّعاون ، لا توجدُ مقدّمات ولا عمليّاتُ "جسٍّ للنبض" كما هو الحالُ في المباريات الأخرى ، لا شيئ من ذلك على الإطلاق .! تسديدة "كاريلو" التي أنقذها "أنجوس" بصعوبة مع إطلالة الدقيقة (د٧) ، كانت الشرارة الأولى التي تؤذنُ بمشاهدةِ لقاء ٍ عاصف ، سيكونُ امتداداً لآخرِ ثلاثة لقاءاتٍ جمعت الفريقين ، ولم يطل الإنتظار ، فما أن وصلنا إلى الدقيقه (١٦) حتّى كانَ الدّوسري سالم ، قد أعلنَ عن هدف السّبق للهلال ، ليردَّ عليه التعاون بتسديدةٍ قويّةٍ ترتطم في يد البريك ويتغيّرُ اتجاهها وكادت أن تخادع المعيوف الذي نجحَ في إبعاد الخطر .! ويتوقفُ اللعب قليلاً من أجل العودة إلى تقنية الفار VAR ويعلنُ الحكم ألاّ وجود لركلة جزاء ، يضيع بعدها "مد الله العليان" فرصة تسجيل الهدف الثاني للهلال ، ويردُّ عسيري برأسيّةٍ ترتطم بعارضة مرمى المعيوف ، يتبعهُ " السّواط" بانفراديةٍ ينقذها المعيوف ، ومع الثّواني الأخيره ، يفشل "إدواردو" في تسجيل هدفٍ ثانٍ للهلال كان كفيلاً بإنهاء كل شيئ !!
شوطٌ المباراة الثاني لم يحملُ معهُ أيَّ جديد ، سوى بعض المحاولات "لجوفينكو" وسالم الدوسري الذي أكثرَ كعادته من الإحتفاظ بالكره ، ومحاوله للتعاون من جانبِ "إيفانيلدون" ، إعتلت الجانب الأيمن لمرمى المعيوف !
(النّصر والأهلي) :
وفي اللقاء الثاني الذي جمعَ النّصر بالاهلي ، تأكّدَ لدينا بأنَّ كرةَ القدم هي اللعبةُ الوحيدة التي لا تخضعُ لشيئٍ إسمُهُ (المنطق) وأنَّ اللغة الوحيدة التي تعرفها هي لغةُ الأهداف ، إذ بينما كان النّصر يسيطرُ على مجريات اللعب ويحاصرُ الأهلي في نصف ملعبه ويضيعُ ما لا يقل عن خمسِ فرص مؤاتية للتسجيل ، يتمكّن الأهلي - وخلافاً لمجرى اللعب - من تسجيل الهدف الإوّل ، يضيع بعدها حمد الله فرصة التعادل على النّصر ، ليعودَ الأهلي مرّةً أخرى ويسجل الهدف الثاني من ضربة جزاء !
ولأنّهُ لا يَصِحُّ إلاّ الصحيح - ومن الظّلمِ أن يخرجَ النّصرُ خاسراً للقاءٍ كانت لهُ فيهِ "اليدُ الطُّولى" - يتمكّن "جوليانو" وخلالَ ثمانِ دقائق من إحراز هدفين ، كانا أقلَّ القليل مما يستحقّهُ النصر ، في حينِ أضاعَ السّومه فرصتين في مواجهة المرمى ، ليتقاسم الفريقان نقاط اللقاء ويبتعدُ النصر عن الهلال بفارق " ٥ نقاط " لن يكون من السهل تعويضها !
(رياضَه أمْ بغاضَه !؟) :
وكأنّهُ لم يَكفِنا ما يعانيهِ الوسط الرياضي في بلادنا جَرَّاء التّعصب المقيت الذي بدأ ينخرُ في أغلى ما نملكه وهوَ (عقول) أبنائنا الشباب الذين بذلنا من أجلهم الغالي والنفيس ، من خلال ابتعاثهم إلى أرقى الجامعات ، نسلّحهم بالعلم والمعرفة في شتَّى العلوم والتخصصات ليعودوا إلينا كما يعودُ النّحلُ ، ويضعون ما جَنوه بين أيدينا ، عَسلاً حُلواً صافياً ، ثمَّ تأتي هذه "الدبابير" لتسرقَ مِنّا بعضاً من ذلكَ العسل وتضعُ السّم الزعاف في ما تَبقَّى منه .!
بالأمس نَشرَ أحدهُم (رَسماً كاريكاتوريّاً) لأحدِ أنديةِ الوطن ، يشبههُ فيه بالحمار .! لن أدخلَ معكم في تفاصيل باقي الصوره فلعلّكم رأيتم كلَّ شيئ .!
لن أضيعَ وقتي في لومِ هذا المسكين فهو لم يعرف بعدُ ، أنَّ هذا الفنَّ منذُ الأزل ما كانَ إلاّ رسالة ساميةً للتقارب بين أبناء المجتمع !!
نتركُ الرّسامَ فلربّما قد طُلبَ منهُ ما طُلب ونأتي إلى أحدِ "المستصحفين" الذين فُتحت لهم الأبواب على مصراعيها في بعض وسائل الإعلام -( التي تُجيزُ ما يروقُ لها وإن قَبُحْ وتمنعُ ما لا يروقُ لها وإن حَسُن ) - ولم يمنعهُم شرفُ المهنةِ من أن يفصحوا لنا عمّا تضمرهُ نفوسهم من البغضاء والكراهيه ، وما تختزنهُ عقولهم من ضحالةِ الفكر وسفسافِ الأخلاق .. يأتي هذا المسكين ليُغرّدَ بتلكَ الصورة على الملأ بعبارةٍ واحده : (الحال اليوم) ولعلّكم تعرفون ما يقصد !!
أمّا أنا ، فتكفيني تلكَ الرسائلُ التي وصلتني من بعضِ الأحبّةِ من رجالاتِ الهلال الذين سعُدتُ بصحبتهم زمناً طويلاً ولا زالت تربطني بهم علاقاتٌ ، هي والله أسمى وأرفعُ وأقوى من أن تخدشها نتيجة مباراةٍ في كرةِ القدم .!
ما رأيكُ "صاحبي" ، لو بعثتُ لكَ ببعضٍ من تلك الرسائل لتعلمَ كم "كنتَ صغيراً جدَّاً" في أعينهم !؟