( هكذا كانت الأجواء ) :
كما كانَ متوقّعاً ، جاءَ "الإتحادُ" إلى "الجامعو" والهدفُ واضحْ ، ثلاثُ نقاطٍ بالتّمام والكمال ، وأيُّ شيءٍ غيرَ هذا ، يعني : "إنتهى الدّرس"
تؤمنُ جماهيرُ العميدِ دونَ غيرها بأنَّ "الجينات" - التي ورثها الإتحاد من ذلك السَّلَفِ العملاق - قد تظهرُ في أيَّةِ لحظة وتغيّرُ كلَّ شيئ .. تَعلمُ أنَّ فريقها وإن كان بعيداً عن فرقَ الصّدارة إلاّ أنّهُ لا يزالُ يملكُ كلَّ الأوراق التي تجعلُ منهُ خصماً قويّاً حتّى وإن كانَ هذه المرَّة ، يقابلُ الهلال في ذلك "المحيطِ" الذي تنقطِعُ فيهِ الأنفاس ..!!
في المقابل ، جاءت جماهير الزّعيم منذ وقتٍ مبكّر وقد وضعَت في ذهنِها أنَّ كلَّ شيئٍ قابلٌ لأن يحدثَ أمامَ هذا " النِّمر" الذي دائماً ما يَلعبُ على "البَخْتْ" .. حَبّة "فُوقْ" .. وحَبّو "تَحت" .!!
( الشّوط الأول .. كُلُّ شئٍ أزرق) :
قرّرَ الهلالُ مبكّراً أن يحسم الأمور وألاَّ يدعَ شيئاً للمصادفة ، ففي الدقيقة الثّانية يأتي الإنذارُ الأول ، تصويبةٌ قويَّةٌ من "جوفينكو" تصطدم بحمدان الشمراني وتتحوّل إلى ركلة زاوية ، يردُّ عليها "رومارينيو" بكرةٍ تعتلي عارضة المرمى الهلالي ، ليسيطرَ بعدها الهلال على مجريات اللعب ويخلقُ ما لا يقل عن ثلاث فرصٍ سانحةٍ للتسجيل ، كانت أخطرها تلكَ التي أضاعها "جوميز" بعد أن مرّت كرتُهُ بجوار القائم الأيسر !!
بدايةُ الشوط الثاني وكما هو متوقَّع ، جاءت قويّةً من الجانب الهلالي وكاد "سالم الدوسري" أن يحرزَ هدف السّبق بتسديدةٍ قويّه ينقذها "جروهي"، تلَتْها تسديدة "لكاريلو" مرَّت بجوار القائم !!
(العميدُ يَعودْ) :
من شاهدَ لقاء الأمس ، علِمَ أنَّ المدرب الإتحادي "فابيو كاريلي" كانَ يعرفُ تماماً أنَّ الأمورَ أمام الهلال لا بُدَّ أن تسيرَ على هذا النّحو ، وأنَّ أيَّ مغامرةٍ غير محسوبةٍ في هذا الملعب قد تكلِّفهُ الكثير .!.. كأنَّما قرأَ هذا البرازيلي "سيناريو المباراة" قبلَ أن تبدأ ، ومن ثَمَّ أعَدَّ لكلِّ شئٍ عُدَّته !!
كانت تسديدة "كاريلو" هيَ آخرَ ما فعلهُ الزّعيم في الشّوطِ الثاني ، وما أن وصلنا إلى الدقيقة ( ٦٥) حتى تحوّلَ كلُّ شئٍ إلى "اللون الأصفر"، ويمسكُ العميدُ بزمامِ الأمور ، وينطلقُ "رومارينيو" من منتصف الملعب ويمرر "للعبود" المتألّق والذي بدورهِ يقدّم الهديّةَ الأولى على طبقٍ من ذهب للحاضرِ الغائب "ويلفريد بوني" الذي يضعها بين يَدي "المعيوف" حارماً فريقهُ من هدفِ محقق .! ويظهرُ الإعياءُ والتعب على جلِّ لاعبي الهلال ويكثّفُ الإتحادُ من هجماتِهِ وكأنَّ المباراةَ بالنسبة لهُ قد بدأت للتَّو .!
الدقيقة (٨٠) ، "كريم الأحمدي" نجم اللقاء بلا منازع ، يمرر كرةً للجناح الأيمن "عبد الرحمن العبود" ، يمررها عكسيّةً تتجاوز الجميع وتصل إلى "المالكي"وبلمح البصر للمنطلق "منصور" الذي يعرفُ تماماً أنَّ كلَّ الطرق تؤدّي إلى "روما " ، هدفٌ أوّل للعميد تتدخّلُ تقنية الVAR ويتم إلغاءه بداعي التسلل !!
(ليسَ عاقلاً ، مَن يأمنُ الهلال) :
لم يكتفِ "الإيفواري بوني" بإضاعة هدفٍ محققٍ للإتحاد ، ليعودَ وفي الوقت بدل الضّائع ويهدي للهلال ضربةَ جزاء ، ويحرمُ فريقهُ على أقلِّ تقدير .. من نقطةٍ ، كانَ بها جدير .!
شكراً للهلال شكراً للإتحاد .. ولا لومَ بعدَ اجتهاد !!