بعد ظهور بوادر قوية على وجود إحتياطات غازية ونفطية هائلة في شرق البحر المتوسط بدأ يسيل لها لعاب العديد من الدول الكبرى والإقليمية , حيث سارعت كل من إسرائيل واليونان وقبرص الرومية ومصر على توقيع إتفاقية لتقاسم الغاز في شرق المتوسط والتي تم بموجبها عزل وإقصاء تركيا منها , وهي التي تملك أكبر سواحل على شرق البحر الأبيض المتوسط وأيضا ليبيا الغارقة في الحرب الأهلية , بموجب هذه الإتفاقية تنازلت مصر عن جميع حقوقها في المنطقة البحرية التابعة لها (سبعة آلاف) كيلومتر (حقول غاز ليفنان وافروديت وتمار) لصالح اليونان ؟! قبرص الرومية قامت بتوقيع إتفاقية مع ايطاليا للتنقيب عن الغاز دون استشارة قبرص التركية . وبعدها توقيع بأيام قليلة وإذا بسفينة إيطالية تبحر الى مناطق النزاع للتنقيب عن الغاز , قامت البحرية التركية بطردها وأرسلت في المقابل سفن للتنقيب عن الغاز باسم قبرص التركية (إتفاقية) , وأيضا قامت البحرية التركية بطرد سفينة تنقيب إسرائيلية . المشهد معقد جدا وليس مجرد خلاف بسيط (الحدود) . هناك العديد من دول الأتحاد الأوروبي متورطة في النزاع مثل المانيا وأيطاليا وخاصة فرنسا التي كانت تأمل في الإستحواذ على القسم الأكبر من غاز ونفط المتوسط وأيضا أمريكا , تجدهم جميعا يؤيدون اليونان وقبرص الرومية , روسيا التي تقف الى جانب تركيا (إحتكار الغاز) , وايران والعراق وكل ذلك ينبع من مصالحهم (تقاسم كعكة المتوسط) ! ما يحصل في ليبيا وسوريا وحتى العراق (فتش عن غاز المتوسط) , حاليا هناك (9) دول تخوض حروب بالوكالة في ليبيا (9)نيابة عن ضباع العالم(ايطاليا والمانيا وفرنسا) واخرى تترقب (ايران وروسيا وإسرائيل وأمريكا) . كانت الإتفاقية المبرمة بين تركيا وليبيا بمثابة مفاجأة قلبت الطاولة في وجه جميع اللاعبين وأعادتهم الى المربع الأول ! ثارت ثائرة اليونان وقررت طرد السفير الليبي لديها ردا على الاتفاقية , الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتصرف بتشنج وكل ينظر وفق مصلحته , الإتفاقية الليبية التركية أعادت لتركيا حوالي أربعين ألف كيلو متر من المياه الإقتصادية وتقريبا اصبحت منطقة شرق المتوسط مناصفة بين ليبيا وتركيا (الجرف القاري) , وأعادت لمصر حوالي سبعة الآف كيلو متر بما فيها حقول غاز ليفنان وافروديت وتمار) التي تنازلت عنها لصالح اليونان , إسرائيل التي كانت تطمح بمد خط أنابيب غاز الى اوروبا عبر البحر المتوسط والمسروق من المياه الإقليمية الفلسطينية (قطاع غزة) والذي لا بد أن يمر عبر المياه الإقتصادية التركية !! بدون أخذ موافقة تركيا لا يمكن لأي طرف أن يقدم على أي خطوة في شرق المتوسط . (المياه الأقليمية تعادل (12) ميل من ساحل أي دولة مطلة على البحر , بينما المياه الإقتصادية تعادل (200) ميل بحري تحسب من بداية نهاية المياه الإقليمية . اليونان تحشد أكثر من مائة ألف جندي في (17) جزيرة مقابل تركيا . أعتقد أن التصعيد لن يصل الى حافة الحرب بل هو نوع من المزايدات للفوز بأكبر حصة من غاز المتوسط . فأطراف الصراع يعرفون جيدا بأن الحرب سوف تكون نتائجها كارثية على الجميع ولن تحسم الصراع . وزير خارجية قبرص الرومية يقول : إتفاقية التعاون التي وقعناها مع مصر وضعها الرئيس كليدريس في الدرج وقال لي أن أنسى هذا الأمر , لا أحد يستطيع أن يخاطر ويحارب تركيا من أجلنا !! يقول الكاتب القبرصي الرومي بانايوتيديس : تركيا دولة كبيرة ولن نستطيع هزيمتها , وعلينا تقبل دور تركيا في شرق المتوسط (لعبة الهيدروكربون) . هناك أطراف سوف تكون على موعد مع الصراع ايضا (لبنان , والسلطة الفلسطينية) . على كل النزاع في شرق المتوسط سوف يغير الخارطتين الإقتصادية والسياسية في المنطقة والعالم , وكل سوف يحصل على حصته وفق (التقاسم العادل) في المجال البحري . الخاسر الأكبر سوف يكون ضباع العالم !!
- إمام المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة
- متحدث «الأرصاد»: أمطار غزيرة ورياح نشطة على المملكة قبل دخول الشتاء
- تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- بلدية الخبراء تطرح ثلاث فرص استثمارية
- 5 ضربات ناجحة.. “الزكاة” تتصدَّى لتهريب 313,906 حبوب “كبتاجون” في الحديثة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
المقالات > الصراع على الغاز والنفط في شرق المتوسط الى أين يتجه ؟!
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3370298/