في حقوق الأم لا جدال!
فهي بالنسبة لي جنة الله في الأرض وأحد أبواب الجنة في العُلا ، ولو أن العمر يهدى فلن اتردد لو للحظة لتفكير بعمري فسيكون أبسط ما سأتنازل عنه لها وكم تمنيت ذلك ، ولكن لحكمة له سبحانه وتعالى أن جعل الام هي من تهب عمرها للأبناء لكي يحيا الكل ويمارس دوره ليستمر إعمار الأرض .
ما يؤثر في نفس كل أب وفي نفس كل أنسان سوي ليست الدعوات الملحة لبر الأم ، بقدر ماهو تهميش حقوق الآباء من قِبل الكثير من الدعاة والمحاضرين والواعظ وأصحاب المنابر الدينية والإعلامية!
رغم أن الله جل في علاه من عدله ورحمته جمع بر الوالدين معاً دون تفرقه في آيات كثيره .
منها على مجال الذكر لا الحصر.
قال تعالى:- :(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً)
جمع بينهم دون تفرقة!
وقال تعالى :-
(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً) .
كذلك جمع بينهم دون تفرقه!
وقال تعالى:
( قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا)
وقال تعالى:-
(وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين)
وقال تعالى:-
(يا يحيى خذ الكتاب بقوة وأتيناه الحكم صبيا وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا وبراً بوالديه )
فكيف بالكثير وقد همش بر الأب تحت ذرائع وتصنيفات بشريه لم ينزل الله بها من سلطان و التي تنطوي على العاطفة كثيراً ، والجهل حقيقة بأحكام شرع الله!
بالمختصر ودون اسهاب في هذا الموضوع ، ليثق كل من صدح بتصنيفاته على المنابر وعبر وسائل التواصل الاجتماعي متساهلاً بحقوق الأب ، ومغلظاً على حقوق الأم ، بأنك ستقف بين يدي أعدل العادلين، وأن جميع من أقتدى بك ومال كل الميل نحو الأم وتساهل بمقام الأب سيكون خصيمكم !
فغالبية هذا الجيل مسيٌر في أمور دينه بأذنه لا بفكره وعقله ، خلف متزعمي العلم والمعرفة الدينية، غير واعاً أو متدبر بما يتلقاه عنهم !
فكم من أب اهفت حقوقه أو همشت فأصبحت جانبية لدى الأبناء بسبب تضخيم حقوق الأم مقابل صرف النظر عن حقوق الأب !
فالأب ليس بأقل من الأم عطاءاً وحباً واحتوى ، ولكن الأم عاطفية أكثر وتظهر في تصرفاتها ، بينما الأب قد يخفي الكثير من عواطفه ، وهذه غريزة الله في خلقه وتدبيره!
فرسالتي لكل أبن أن يراعي حقوق والده بقدر مراعاته لوالدته متقيداً بأمر ربه ، فالأب هو السبب الأول بعد الله بوجود الأم ثم الابن !
ختاماً :-
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ..
دمتم بود..
بقلم/ محمد بن جهز العوفي..