اعتاد البعض أن يتّجه لأقرب مركز للشرطة بصدد الإبلاغ عن حادث ألمّ به ، ولأخذ حقّه المشروع من غريم يجاهره العداوة .
ولكن عندما يعلو أزيز الجريمة من مجهول إليكتروني أوقعك بفخٍّ لابد أن نُدرك أن الجريمة الإلكترونية خرجت عن النّمطية المعهودة للجرائم لأن أصحابها يمتلكون أسلحة غير اعتيادية .
ليس للمخترق مُكوّن سوى الخديعة والمكر ، يتوارى كعقرب ، ويراوغ مثل ثعلب.
يمارس الجريمة باحترافية نابعة من ذكاء شيطاني مُستفْحل بالشرّ .
له صوره المتعددة في جميع وسائل التواصل الاجتماعي . قد يرسل لك رسالة نصية برابط وهمي ، أو قد يستدرجك في ( تويتر ) يخدعك بوضع صورة لشخص معروف اجتماعياً لايساورك الشك فيه .
له القدرة على سرقة (الواتس) الخاص بك ثم انظر ماذا سيفعل بعدها مخاطبًا الناس باسمك ؟!!
لذلك لاتثق بمن يبكي تحت أقدامك دون تفاصيل واضحة ، تجاهل أيّ رسالة نصيّة وخاصة الرسائل المصْرفيّة .
إننا في ضوء الانفتاح المعرفي العالمي لايمكن لأحدٍ أن يُنكِر سطوة العالم الإلكتروني على حياتنا لذلك لابد من توثيق حساباتك في التواصل بينك وبين الآخرين . إذ لاتكفي كلمة مرور بسيطة ، ولايجب أن تكون كلمة المرور واحدة لجميع إيقونات التواصل فالمخترق أدْكى مما تتوقع .
يحاربك في قعر دارك فلا تعطه الفرصة ليملك المفتاح لجميع أبوابك.
إن المصادقة على حساباتك بخطوتين سبيل لانتشالك من مآزق المخترقين ، فضلاً عن أنّ إنشاء كلمة مرور قوية تحوي تسعةَ حروفٍ خالية من معلوماتك الشخصية قد تحرز لك أماناً قويّا من حبائل المكر والخداع .
وقد نشرتُ مقالا منذ أسبوعين شرحتُ فيه كيف استطاع أحدهم سرقة (الواتس) الخاص بي ، والإجراءات التي قمتُ بها إزاء هذا الحدث المريب .
نسأل الله لنا ولكم الأمن والأمان وكفاية شر أصحاب المكر والاحتيال .
قال تعالى في كتابه الكريم :
(وَ مَكَرُوا مَكْراً وَ مَكَرْنا مَكْراً وَ هُمْ لا يَشْعُرُونَ) (سورة النمل : 50)