في مستهل الجلسة التي عقدها مجلس النواب الأمريكي والذي يسيطر عليه الديموقراطيين لعزل الرئيس الأمريكي ترامب, قالت رئيسة بيلوسي : إحالة ترامب للمحاكمة يوم عظيم للدستور وحزين لأمريكا . ! , طبعا نجح مجلس النواب الأمريكي من حيث المبدأ من إصدار القرار الذي سوف يتم بموجبه إحاله الرئيس ترامب إلى الكونجرس الأمريكي للتصويت على عزله , فقد وجهت لترامب تهمة سوء استغلال السلطة بأغلبية 230صوتا مقابل رفض 197 صوتا , كما صوت المجلس على اتهام الرئيس بعرقلة عمل الكونغرس بأغلبية 229 مقابل رفض 198 صوت ؟! الحقيقة إن كل من الحزب الديموقراطي والجمهوري وجهان لعملة واحدة , ولا يعدو ما يحصل عن كونه صراع على السلطة وصل ذروته (الضرب تحت الحزام) ! وكما هو الحال مع تقرير موللر الذي أعده عن التدخل الروسي في الإنتخابات الأمريكية وعلاقة (تواطؤ) الرئيس ترمب في ذلك والذي ذهب أدراج الرياح .

كان يطغى على التقرير الضبابية والغموض وحمال أوجه لا يعتد به ولا يدين ترامب بشكل واضح . إن إحالة ترمب إلى مجلس الشيوخ الأمريكي سوف تكون بمثابة (صك براءة) أو طوق نجاة له. إن قرار عزل ترامب يتطلب موافقة ثلثي مجلس الشيوخ على القرار في الوقت الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس , ناهيك عن وجود أي ثغرة في لائحة الإتهامات المقدمة ضده سوف تبطل قرار عزله تلقائيا ؟! ترامب سوف يخرج منتصرا كما هو حاله مع تقرير موللر ! وسوف يقوده هذا إلى الفوز في الإنتخابات الرئاسية القادمة ولا عزاء للديموقراطيين .

مشكلة ترامب أنه يفكر بصوت مسموع ومن خلاله نستطيع أن نعرف نعرف بماذا تفكر أمريكا . ترامب ليس كما يعتقد البعض بأنه شخصية مثيرة للجدل فقط . الرجل استطاع أن يكون له قاعدة كبيرة في الداخل بل وفي الخارج , كسب ضمان اللوبي الإسرائيلي من خلال اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وضم الجولان إليها . في الداخل تجده قد كسب العديد من اللوبيات مثل اللوبي الأرمني من خلال الإعتراف بمذابح الأرمن , وأيضا المحافظين من خلال تعاطفه معهم . بل أن أحد القساوسة قد قال قبل أيام بأن ترمب يد الله ؟! بل وذهب بعيدا في تأييد اليمين المتطرف فيما يتعلق بالمهاجرين والإسلاموفوبيا ! ناهيك عن تأييد القطاع الخاص (الحروب التجارية) ولوبي النفط .. إلخ . أيضا من العوامل التي سوف ترجح فوزه في الإنتخابات الرئاسية القادمة , أن منافسه في الإنتخابات لا يعدو عن كونه صورة باهتة عن ترامب لا يملك (الكاريزما) مثل الجاذبية وقوة التأثير واللعب على إيقاع العواطف التي يتمتع بها منافسه ترامب .
.