إن قضية التنمية في العالم النامي تُعَد القضية الأساسية والرئيسة لشعوبه ، والشغل الشاغل لمفكريه ومثقفيه وعلمائه المختصين، وهم يؤمنون أن ذلك لا يتم إلا بالتدريب ، ومن هنا يعد التدريب ذا أهمية بالغة في رفع كفاءة أفراد المجتمع وتنمية قدراتهم ، وبخاصة في مجتمعاتنا النامية التي تحتاج إلى هذا النوع من التطور ؛ لتلاحق في سعيها الحثيث ركب الثورة التكنولوجية التي أخذت أشكالاً عديدة وأبعاداً واسعة فاقت التصور ، مما جعل متطلبات الوظيفة تتغير وتتسارع بشكل غير مسبوق ، الأمر الذي استوجب أن تقوم برامج التدريب بالاستجابة لهذا التسارع ، وللتدريب أهمية كبيرة بالنسبة للموظف وخاصة أثناء ممارسة العمل الوظيفي ، وتكمن في تمكينهم من القيام بمهامهم بصورة أفضل وتنمية قدراتهم وتوظيفها في تطوير العمل .
إن التطور العلمي والتقني المتسارع يحتم على الإنسان مواكبته ، وحيث ظهرت أساليب جديدة في التدريب ، وذلك لحل بعض مشكلات التدريب التقليدي .
ولتطوير أساليب التدريب ، ولأهمية التدريب عن بعد وحيث أنه أصبح ضرورة عصرية ، ولأن الوسائل التقليدية في التدريب أصبحت لا تتناسب مع المهارات الحديثة للمدربين ، ولما لمسته أثناء عملي كمشرف تدريب من عدم تمكن الموظف من حضور الدورات التدريبية في مراكز التدريب وذلك لبعد المسافة بين تلك المراكز ومقر عمله ، ولنشر ثقافة توطين التدريب باستخدام الوسائل التقنية الحديثة .
ويمكن ذلك بالاتصال المباشر ( المتزامن ) أو غير المباشر ( غير المتزامن ) بين المدرب والمتدرب والذي يهدف إلى تقديم المحتوى التدريبي من خلال الإنترنت عبر آليات الاتصال الحديثة لتخــطي المسافة الجغرافية بينهما .
ويعد من الأساليب الحديثة التي ظهرت عقب الانتشار الواسع للإنترنت والاتصالات الفضائية ، ولهذا الأسلوب مزايا متعددة أبرزها قدرته على حل سلبيات الأسلوبين السابقين ، ولأنه ذو فاعلية وتأثير يفوق الأساليب الأخرى .
ويهدف التدريب عن بعد إلى العديد من الأهداف يمكن تلخيصها في التغلب على الظروف المانعة للبعض من مواصلة تعليمهم وتدريبهم ، وتلبية آمالهم وطموحاتهم في مواصلة تعليمهم وتطوير أنفسهم ، وكذلك نشر ثقافة التدريب المستمر من خلال إتاحة الفرصة للمتدرب للاستمرار في تدريبه والبحث عن كل جديد ، وإشراك الفرد في التخصصات الحديثة ، التي فاته الدخول فيها أثناء فترة تدربه مما يجعل الفرصة أمام المتقدمين في السن متاحة للدخول فيها ، ولإتاحة الفرصة أمام جميع شرائح المجتمع في التوعية وتزويدهم بالمعارف دون اقتصار ذلك على المتدربين الرسميين في الدورات التدريبية ، ومشاركة الأفراد الذين يرغبون في تطوير ذواتهم ومهاراتهم في الدروات التدريبية دون إنقطاع عن أعمالهم .