ما زالت قضية الدخان المغشوش تتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي , هذه الوزارة تنفي وتلك لا تعلق تحت مبرر عدم الإختصاص ! وإن كنت على قناعة بأن ما يسمى بالدخان عالي الجودة والذي يدخل في تكوينه فضلات (البهائم) , والدخان المغشوش والذي يتم إضافة نشارة الخشب إليه , كله ينضوي تحت بند (وَحُرِّمَ عَلَيْكُمُ الْخَبَائِثُ) !
قبل سنوات قليلة صرح مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالمنطقة الشرقية بالدمام بأن هناك (30) ألف حالة وفاة سنويا بسبب التدخين في المملكة بوابة (الإدمان) على المخدرات ! ناهيك عن المليارات التي يتم إنفاقها على علاج المصابين , هناك أكثر من (2500) مادة كيميائية خطيرة يحتوي عليها الدخان (وباء) !! يعني أضعاف عدد الضحايا الذين يلقون حتفهم بسبب الحوادث المرورية . ومع ذلك تجد في الحوادث المرورية دائما تصدر العديد من القوانين المشددة بدءا من المخالفات الى السجن (ساهر) .
ولكن عند الحديث عن الأضرار التي يتسبب فيها الدخان (المطعم الخبيث) , لا أحد يتحرك أو يتخذ أي إجراء صارم , مجرد اصدار قوانين ليس لها أي مفعول , تجدها تطال الشكل ولكنها لا تلامس المضمون . ما الذي يمنع من إصدار قرار بمنع التدخين نهائيا ؟! هناك العديد من الدول والمدن في العالم منعت بيع جميع منتجات التبغ (تركمانستان , اسكتلندا , نيويورك , بكين ) . لقد سبق وأن تم منع الدخان في كل من المدينة المنورة ومكة المكرمة ولكن للأسف حاليا فهو متاح ويباع إلى الجميع بدون إستثناء ، والآن تم التوسع في الإباحة والسماح بتعاطي الشيشة ! أعتقد أن الحل الجذري يكمن في منع تعاطي الدخان نهائيا , أما سن القوانين التي تحد من تعاطيه فهي لا يعدو عن كونها (مسكنات) لذرالرماد في العيون . في النهاية لا بد من أن يكون هناك نوع من الشفافية (المصارحة) وإلا سوف يتحول ذلك إلى مدخل للإشاعات والتي بدورها سوف تتحول إلى (حقائق) لدى العامة ومن الصعوبة بمكان إثبات نفيها .