نشر موقع "انترسبت" الأمريكى وثائق سرية قالت إن تركيا استضافت اجتماعاً سرياً في إبريل 2014، جمع قيادات من فيلق القدس الإيراني وقيادات من تنظيم الإخوان الإرهابيين الذين تستضيفهم تركيا على أراضيها.
أنه بحسب الموقع فقد كان الهدف من الاجتماع هو التآمر ضد السعودية، وحسب الوثائق المسربة ، فإن الاجتماع السري جاء في لحظة حرجة لكلا الطرفين، كما كان محاولة من الإخوان وإيران للحفاظ على الاتصال بينهما، وتحديد ما إذا كان لا يزال بإمكانهما العمل معًا.
اختيار توقيت الاجتماع ومكانه
ولعل التوقيت الذي اختارته قوى الشر من الجانب الإيراني والإخواني جاء في وقت حساس بالنسبة للجماعة المحظورة في مصر تحديداً بعد عزل رئيس الإخوان محمد مرسي وإلقائه هو ورموز الجماعة ومواليهم في السجن للتحقيق في عدة تهم بالتخابر والفساد وهدم الدولة المصرية بدعم مادي ومعنوي خارجي تقوم عليه قطر وتركيا ،وكذلك الدعم العسكري من قبل تنظيم حماس الإرهابي وهو الجناح المسلح للإخوان المسلمين في مصر، وبالتالي لم يتردد ممثلي الإخوان وإيران الداعمة لهم في اختيار تركيا كموقع وبيئة ملائمة لهم للحديث عن عدة أمور على رأسها الانتقام وتدبير المؤامرات ضد السعودية،بحضور ومباركة من تنظيم الحمدين القطري.
في حقيقة الأمر لم أتفاجئ عندما علمت بهذا الاجتماع السري لقوى الشر الثلاثة،والذي افتضح سره من قبل وكالة "انترسبت" ، فالتاريخ شاهد على التقارب الإيراني الإخواني والذي بدا واضحاً خلال فترة التوتر التي حدثت بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وجماعة الإخوان المسلمين،وذلك بعد حملة الاعتقالات والرقابة المشددة التي نفذت في حقهم ،مما جعلهم يبحثون عن تحالفات خارجية من أجل الحصول على الدعم المادي والمعنوي اللازم لاستمرار بقائهم والحفاظ على نفوذهم داخل مصر والمنطقة بأسرها ، وهذا ما استطاعت إيران أن تمنحهم إياه،على الرغم من اختلاف المذاهب بين تحالف الهلالين السني والشيعي، إلا أن الهدف السياسي الواحد جمعهما معاً ، فكلاهما يؤمن "بمشروع المجاهد المسلم العالمي" والذي يحمل نفس الأفكار وإن اختلفت العقيدة الدينية وهو أن كافة المسلمين والبلاد الإسلامية جغرافيا واحدة تخضع لحكم واحد ،ويتحقق ذلك بتسخير الدين الإسلامي للحصول على أكبر المكاسب السياسية والسيطرة على كرسي الحكم ومنح الحاكم حينها الشرعية السياسية والدينية المطلقة ، فلا يجوز الخروج عليه كما هو متمثل في "ولاية الفقيه الإيرانية وعباءة المرشد الإخوانية"، وفي سياق ذلك لا يمكن أن ننسى أن مرشد الثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي هو أول من قام بترجمة كتب مرشد الإخوان المسلمين حسن البنا، ولا يمكن للمصريين أن ينسوا مشهد ثورة يناير ٢٠١٢ حين سمح الإخوان المسلمين للمرشد الإيراني أن يلقي كلمته مخاطباً حشود الثوار المصريين بميدان التحرير،بعد ان استطاعت عناصر الاخوان ركوب الثورة بعد أن تأكدوا أنها نجحت ، في حين إن رموز جماعة الاخوان كانوا يصرحون بعدم شرعية الخروج على الحاكم ويكفرون الثوار.
عطفاً على ذلك فالتاريخ يذكر جيداً تلك المنافسة الشرسة بين القيادي بجماعة الإخوان المسلمين ابراهيم صلاح ويوسف ندا ،وتلك المبارزة التي كانت بينهما للحصول على لقب منسق العلاقات الإيرانية الإخوانية المشتركة وكأنه وسام شرف يتسابقان إليه،وهو ما يؤكد على أن إيران في ذاك الوقت وجدت لها ذراع جديد داخل مصر التي لا تخضع لنفوذها بمقابل أن الإخوان وجدوا دعماً قوياً من إيران يغنيهم عن ما تعرضوا إليه من اعتقالات زمن الرئيس الراحل عبدالناصر،فتركيا وإن كانت ومازالت مرعى للعناصر الإرهابية ولكنها لم تكن يوماً محل ثقة لدى جماعة الإخوان المسلمين.
وهذا ما يجعلنا نطرح سؤالين مهمين ماذا تريد كل دولة من الأخرى وما هدف اجتماع قوى الشر الثلاث في تركيا برعاية قطرية؟
بالنسبة لأهداف قطر من التآمر على السعودية فالإجابة بسيطة نظام الحمدين القطري هو اداة لتنفيذ مخططات اسرائيل بالمنطقة تنفيذاً لقاعدة"فرق تسد" وتميم مأمور بدعم الإرهاب داخل المنطقة العربية وبالأخص السعودية كونها تحتل مكانة إسلامية وعربية وعالمية قوية وتحظى بقيادة استطاعت في وقت بسيط أن تصنع انجازات مشهودة داخل المملكة وخارجها،بل وتوجيه الدعم لكافة الدول الإسلامية المنكوبة والحفاظ على صحيح العقيدة الإسلامية بدعم وتقوية المؤسسات الدينية الوسطية حول العالم بما يحبط هدف إيران ويفشل مشاريعها الدينية والسياسية في المنطقة.
وعندما نتطرق لأهداف إيران من التآمر على السعودية ،فالإجابة واضحة وهو أن نظام الملالي له مشروع ديني وسياسي في المنطقة ونجاح المشروع السياسي باستعادة دولة فارس قائم على نجاح المشروع الديني وهو نشر التشيع والطائفية وتحريف صحيح الدين الإسلامي داخل الدول العربية وهذا ما تتصدى له السعودية بقوة وحزم.ولقد شهدنا جميعاً مظاهرات العراق ولبنان حالياً والتي تنادي برحيل الغزو السياسي والديني الإيراني من بلدانهم.
وبالحديث عن أهداف تركيا من عقد اجتماعات سرية ضد السعودية، فعلينا أن نعلم جيداً أن نظام أردوغان يخطط لاستعادة الدولة العثمانية والخلافة ،وأن تركيا وجدت في جماعة الإخوان المسلمين ضالتها ،فكلاهما يؤمن بالعبودية ويقر أن الوطن حفنة من التراب وأنه لا حياة دون أن يسترجعوا الخلافة الإسلامية،فلا عجب أن ترى تطابق في استراتيجية إيران وتركيا في النفوذ والتمدد من خلال نشر وتعميق المشروع الديني داخل عقول وقلوب الشباب كفئة رئيسية ثم بعد ذلك تمكين مشروعهما السياسي في عقول الشباب.وهذا أيضاً ما تحاربه السعودية من خلال دعم المؤسسات والهيئات الدينية والثقافية المعتدلة في كافة الدول الإسلامية.
إذاً فلا عجب أن تجتمع قوى الشر الثلاثة لتتآمر ضد السعودية، وإن كانت حماس لم يعلن حضورها ذاك الاجتماع السري ولكن يبقى تصريح زعيم حماس الأسبوع الماضي وهو يعترف بصوت عال خلال اجتماعه بالعناصر التابعة له قائلاً "إن إيران دعمتنا مادياً ومعنوياً ولها فضل كبير في بقاء حماس ودعم أنشطته"، وهذا ما يؤكد على ما تردد مؤخراً من اشتراك حماس في اجتماع سري بحضور قاسم سليماني ورموز قطرية في سبتمبر ٢٠١٤ على الأراضي التركية،بهدف التخطيط لدعم الحوثي في اليمن ومده بالأسلحة لمهاجمة السعودية وأضعافها في اليمن بل وتهديد أمنها القومي والتأثير على اقتصادها.