الوطن كلمة لها مدلولات عظيمة، ومعانٍ سامية ،تحمل بين طياتها الكثير من الحب الصادق ، والإحساس الرفيع، والشعور القوي بالانتماء، فهو ليس مجرد بقعة نعيش عليها، أو شجرة نتفيأ ظلالها، ونقتات من خيرها، بل هو أعمق من ذلك، فهو الأمن، والأمان، والاستقرار، وهو الحضن الدافئ ، والصدر الرحب ، والهوية، والاعتزاز، لذلك كان حب الوطن من أسمى أنواع الحب، وأصدقها ومهما قيل في ذلك فلا يمكن للكلمات أن تفيه حقه، وتصف مقدار محبته، ولكن يمكن ترجمة هذه المشاعر، والأحاسيس إلى واقع يؤكد هذه المحبة ويعززها وذلك بالتضحية، والإخلاص والاجتهاد في سبيل رفعته، ورقيه، والدفاع عنه، وعن مدخراته، ومكتسباته،فما بالك إن كان هذا الوطن يحوي مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، وقبر سيد المرسلين، أليس ذلك أدعى لبذل الغالي، والنفيس ليكون في طليعة الدول ، وأن نكون يدًا واحدة، وسدًا منيعًا في وجه كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن وإثارة الفتنة في وقت نحن أحوج ما نكون فيه متكاتفين، ومتضامنين مع حكومتنا، وولاة أمرنا في مواجهة ما يتعرض له وطننا الغالي من محاولات فاشلة لزعزعة وحدتنا، ولحمتنا الوطنية.
سنحتفل هذا الأسبوع مع وطننا الغالي بذكرى مجيدة، وملحمة تاريخية، سطرها المؤسس طيب الله ثراه، وأكملها من بعده أبناؤه رحمهم الله،ولا زالت عجلة التطور، والنمو تدور بخطى واثقة نحو التقدم، والازدهار في ظل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، سنحتفل باليوم الوطني الـ ( 89 ) و يتطلع الجميع لأن نكون عنوانًا للرقي في احتفالنا وأن نظهر بالمظهر اللائق بعيدًا عن كل ماهو شاذ، ومستهجن، فهذه الذكرى عزيزة على قلب كل محب، ومخلص لهذا الوطن .