جلست أفكر في حال من ينتقد أبناءه على أخطاء إرتكبوها متناسياً بأنهم إكتسبوها منه ..

جلست أفكر في حال من يشمر عن سواعده لتصحيح مسار أبناءه متناسياً بأنهم في ذات الطريق إتبعوه ..

جلست أفكر في حال من إكتفى بتوجيه اللوم على أبناءه دون أن يتدبر من ذا الذي الأطفال قلدوه ..

جلست أفكر فتذكرت قصيدة لشاعر الدولة العباسية : أحمد بن عبدالله بن سليمان القضاعي التنوخي حينما أبدع في الإجابة على تلك الأفكار التي حاصرتني ..

هذه الأبيات إهداء لكل من يبحث عن شماعه لأخطاء أبناءه دون تدبر المحيط الذين نشأوا فيه ..

مشى الطاووس يوماً بإختيال
فقلّد شكل مشيته بنوه

فقال علام تختالون قالوا
بدأت به و نحن مقلدوه

فخالف مشيك المعوج واعدل
فإنك إن عدلت معدلوه

وينشأ ناشيئ الفتيان فينا
على ما كان عوّده أبوه

أتمنى من الجميع الإبحار في أعماق هذه الأبيات التي تمت كتابتها قبل١٠٠٠ عام ..

في الختام

لمن يجهل إسم الشاعر أحمد بن عبدالله التنوخي فلن يجد صعوبة في التعرف عليه من خلال كنيته التي إشتهر بها وهي (( أبوالعلاء المعري )) ..