لا يعقل أبدًا أن يأبى أحدُنا أن يكون أجره على الله، ولا يمكن بحال من الأحوال أن نرضى بغير الله حكمًا عدلًا لما يجري من أمور حياتنا، لكننا مع بالغ الأسى والأسف، نتصرف بخلاف ذلك.
إن من يريد أن يكون أجره على الله يعفو ويصفح، ومن يدرك أجر ذلك، يتطلع لعفو أعظم من عفو المخلوق، إنه عفو الخالق تعالى، كم لطف بنا في مواقف، وكم جبر لنا من مصاب، وكم تجاوز عنا من زلة، وكم، وكم، من رحماته التي أحاطت بنا، ونعمه التي أسبغها علينا، ونحن لا ندرك منها إلا القليل، وتستمر الحياة ونحن ننعم بكل ما أنعم الله به، و كأننا اعتدنا روتين النعم،
وعندما يخاطبنا الله تعالى ب( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد...)
نسمع ونقرأ هذه الآية و غيرها من الآيات، فنتوقف، لا لنتأمل ونتدبر، ونرعوي؛ إنما يختلط العقل بالعاطفة وتبدأ آراء البعض - للأسف- تعيد مواقفًا وفق هواها، وأحكامًا تناسبها دون سواها؛ لتظفر بذلك النصر المزعوم، نصر الذات الأنانية، والنفس الأمارة بالسوء.
يوم العرض الأكبر ينادي منادٍ من الله تعالى على رؤوس الخلائق، نداء عظيمًا يتمنى كل أحد أنه المقصود.
عَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إِذَا وَقَفَ الْعِبَادُ لِلْحِسَابِ يُنَادِي مُنَادٍ: لِيَقُمْ مَنْ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ فَلْيَدْخُلِ الْجَنَّةَ، ثُمَّ نَادَى الثَّانِيةَ: لِيَقُمْ مَنْ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ"، قَالُوا: وَمَنْ ذَا الَّذِي أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ؟ قَالَ:"الْعَافُونَ عَنِ النَّاسِ، فَقَامَ كَذَا وَكَذَا أَلْفًا، فَدَخَلُوا الْجَنَّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ"
يالا عظمة النداء، ويالا عظمة المنادي،
ويالا فرحة المنادى..
أيها القارئ الكريم : الطرق أمامنا كثيرة، و الكل يسير فيها، وفي نهاية المطاف ليس هناك إلا طريق واحد، كلنا فيه سواء أمام الله.
و في الحياة جمع غفير من الناس، وعلاقات مختلفة، تتفاوت من شخص لآخر، وبين حين، و حين؛ لذا تأملوا معي قول الله تعالى:
{ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا }
لا تظنوا هؤلاء أعداء أو مخالفين؛ بل قد يكونوا من أقرب الناس لنا،
لذا، لابد من التوازن في العلاقات، حتى لا نظلم أو نُظلم.
أيها الفضلاء:
هل تساءلنا يومًا عن سبب الخلافات بين الناس؟؟
هل هي من أجل الدنيا؟ أم الآخرة؟؟
إن الكيّس الفطن، من يستحضر عقله دائمًا عند كل خلاف، و يتذكر ما عند الله من أجر لمن عفا وأصلح.
{{فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }}
إن العلاقات الإنسانية منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، بنيت على الحب والتسامح، و إحسان الظن، وليس الخلاف والعداء، لكن الشيطان حريص كل الحرص على الخلاف والنزاع، و من ثم الشتات.
(إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ)
كما ورد عن النبي ﷺ
أيها القراء :
هل جلسنا يومًا مع أنفسنا؛ لنتأمل، ونستعرض علاقاتنا مع من حولنا؟
على أي شيء بُنيت؟
و ما ردود أفعالنا تجاه هؤلاء، وقت أي خلاف؟ وبعده؟
القلوب الصافية تبني علاقتها على الحب، وليس فيها حيزًا للكره، والمشاحنة.
وقفة
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
ولا ينال العلا من طبعه الغضب..
- إمام المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة
- متحدث «الأرصاد»: أمطار غزيرة ورياح نشطة على المملكة قبل دخول الشتاء
- تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- بلدية الخبراء تطرح ثلاث فرص استثمارية
- 5 ضربات ناجحة.. “الزكاة” تتصدَّى لتهريب 313,906 حبوب “كبتاجون” في الحديثة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
المقالات > أجره على الله
بقلم - أ/ فاطمة إبراهيم السلمان
أجره على الله
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3340353/