المروءة والكرم والنبل والشهامة جميع هذه الشيم والسجايا والكثير منها التي لا يسعني ذكرها من خصال العرب فقد كان في سالفهم ما يتعجب من المرء من خصال حميدة وقدوة رشيدة، فالطائي يعكس لنا كرم الضيف والوليد خير مثال على الشجاعة والقوة وصدق الحديث يبرز ذكره في أبو ذر الغفاري رضي الله عنهم جميعاً. نقف هنا في دهشة واستحياء امام دماثة الأخلاق و الصفات النبيلة وكيف حالنا الآن؟ جميع سير العرب وحتى قبل الإسلام توثق هذه السجايا بل أتى الإسلام وتممها لهم لقوله صلى الله عليه وسلم:(( انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) والآن اصبحنا في شبه تجرد منها ندرة منا من يتحلى بها وأصبحوا في مقام الصفوة ومن خيرة المجتمع وفي النقيض يأتي من يسفه اصحاب هذه القيم ويضعهم موضع الرجعي بين عشيرته. كيف لنا أن نحافظ عليها قبل أن تطمس تماما في المستقبل ولا يصبح لها ذكر ووجود كيف لك ان تترك أثر بسيط يصنع بصمة عظيمة دورك الآن هو ان تكون منهاج قويم تحتذي بهذه الفضائل وتعززها في تجاربك الحياتية كيف لك ان تصنع فارق كبير مضيء ويتطبع به الأجيال الأتيه أو أن تسلك طريق العراء والتجرد ليس من الفضائل هذه فحسب بل حتى من القيم والمبادئ الرصينة، وحين تدرك أن هذه المنظومة الأخلاقية لا تظهر بالتباهي بالحديث وفصاحة اللسان بل بالمواقف النبيلة وحسن السير. هنا تقف أمام الطريقين اما الزيغ او الاهتداء، فبما أن لك الخيار فأحسن الإختيار .