وجد الاتحاد السعودي لكرة القدم لتحقيق الاستقلالية التامة عن الألوان، وليكون منارة العدل ودستور المساوة ومرجع الاحتكام بين الأندية السعودية قاطبة، دون وجود مَيلان أو تعاطف مع نادي على الأخر الجميع سواسية والنظرة رمادية، إلا أنه للأسف تغيرت هذه المفاهيم في السنوات الأخيرة وأصبحت الأمور تعتمد على جماهيرية الأندية، حيث أصبح اتحاد القدم ينصاع وبسهولة إلى رغبات بعض الأندية الجماهيرية ويظهر التعاطف معها، وعندما أقول بعض الأندية الجماهيرية فأنا أقصد أندية (الاتحاد، والاهلي، والنصر)، حيث شاهد الجميع ومن مختلف الميول والأوساط الرياضية مدى تعاطف وانصياع اتحاد القدم لرغباتهم دون النظر إلى مصالح الأندية الأخرى ومدى تضرر تلك الأندية.
وكل هذا الحديث ليس محاولة تشفي ولا محاولة استدراج لتلك الأندية بإطلاق سيلٍ من التهم، بل هو حديث العقل والواقع المقرون بأدلة ومواقف تثبت صحت هذا الكلام، فعلى سبيل المثال ومن الماضي القريب بالتحديد في الموسم المنصرم، عندما عانى نادي الاتحاد الأمرين وطاف حوله شبح الهبوط، وجد كف السخاء التي نقلته من جرف الهبوط إلى المنطقة الأمنة، حيث حصل الاتحاد في الفترة الشتوية على دعمٍ جارف من الهيئة العامة للرياضة بينما تم تجاهل أندية القاع آنذاك (أحد، الحزم، الباطن) ليُنقذ الاتحاد من الهبوط على حِساب تلك الأندية، وفي قضية العويس عندما ضرب النادي الأهلي بالقوانين عرض الحائط ووقع مع اللاعب رغم وجود عقد يربطه مع نادي الشباب، استحق وقتها الأهلي أن يطبق بحقه قرار الهبوط إلا أن ذلك لم يحصل رغم إقرار إدارة النادي الأهلي بخطئها عبر البيان الذي نُشر في الحساب الرسمي للنادي، ليوقع الأهلي مع العويس "بالمجان" ويُنقذ من الهبوط على حساب مصلحة نادي الشباب، وفي قضية عوض خميس التي لا تختلف كثيرًا عن قضية العويس، عندما وقع نادي الهلال برئاسة الأمير نواف بن سعد مع عوض خميس عقد انتقاله من نادي النصر إلى نادي الهلال الذي صُدق بقبض اللاعب لشيك الانتقال، ليتفاجأ الجميع بعدها في اليوم التالي بصورة تجمع اللاعب مع رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي وهو يوقع تجديد عقده مع النادي، لم يحصل الهلال على حقه والسبب تدخل "رئاسي" يُنقذ النصر من عقوبة كبيرة كانت تنتظره، وعلاوةً على ذلك غُرم الهلال نصف مليون ريال برغم من أنه المتضرر الوحيد من هذه القضية.
هذه بعض الحقائق والقضايا الحاصلة التي تأكد صحة وثبوت هذا الكلام في أرض الواقع، جماهير الأندية المتضررة لا تطلب من اتحاد القدم شيئًا إعجازيًا لحل هذه المشكلة فقط يريدون العدل والمساواة المنشودين من هذا الاتحاد، وإن كان الأمر مستحيلًا فأسهل الحلول هو إنشاء دوري خاص لهذه الفِرق؛ لكي تتاح فرصة المنافسة للأندية الأخرى، وتتنافس تلك الفِرق على استثناءاتها، وحتى لا يكون أسم البطولة محورًا مؤرقًا لاتحاد القدم دوري "الاستثنائيون" هو أفضل الاسماء المطروحة لهذه البطولة نسبةً للاستثناءات الحاصلة فيها !!.
نقاط الختام:
• في الصراع الآسيوي وفي افتتاحية الموسم استطاع الهلال إقصاء النادي الأهلي وبنتيجة ساحقه ومستوى مقنع، برغم من ذلك إلا أن الأمور في الهلال الآسيوي مربكه بعض الشيء وبالتحديد في اختيارات المدرب حيث فضل المدرب في دور الثمانية من البطولة الآسيوية خدمات المدافع "هيون" على خدمات المهاجم عمر خربين، الجدير بالذكر أن قائمة الهلال الآسيوية يتواجد بها صف دفاعي كامل يستطيع التعويض عن غياب المدافع الكوري، بينما يفتقر المهاجم الفرنسي "بافتمبي قوميز" للبديل خصوصًا وأنه قد حصل على كرت أصفر في لقاء الأهلي، كل هذه الأمور تُحتم على المدرب اختيار خربين في قائمة دور الأربعة حتى لا يتكرر سيناريو نهائي "أوراوا" !!.
• أعلن الإعلامي القدير "وليد الفراج" عن موعد انطلاق برنامجه الجديد، ليبدأ مع هذا الإعلان زوبعة من الضجيج، وخصوصًا من إعلاميين دكاكين الكذب الفضائية الذين نشروا "هاشتاقاتها" لمحاربة هذا البرنامج، لأنهم على يقينٍ تام بأنه ما إن ينطلق هذا البرنامج ستختفي أصواتهم المتعصبة، وسيرتفع منسوب الطرح الهادف الذي يستحق المشاهدة والتتبع.
• المنتخب السعودي من منتخب يُهاب ويحسب له ألف حساب إلى منتخب النوايا الحسنة والبطولات الطارفة، لاعبي الصف الثاني في منتخبنا أصبحوا ينافسون الفرق الترحيبية على مهامهم، أصعب خطوة في مهمتهم هو ارتداء شعار المنتخب وتوزيع الابتسامات الباهتة داخل الملعب وتلقي الهزائم العريضة التي لا تليق بسمعة منتخب سامي الجابر وماجد عبدالله ويوسف الثنيان، للأسف صنعوا التاريخ وبدأت اتحادات القدم بهدمه !!.